طفا نقاش واسع على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، على خلفية انتشار صورة تظهر سيدة وطفلها، وهما يتخذان من إحدى أنابيب قنوات الصرف الصحي مسكنا لهما بأحد ، حيث أبدا المتفاعلون بالغ أسفهم على هذه الوضعية الاجتماعية "الكارثية"، فيما صب آخرون جام غضبهم على الجهات المسؤولة. وحسب ما تتداوله عدة صفحات ومجموعات تفاعلية، فإن الصورة هي لأم في مقتبل العمر وجدت نفسها في الشارع رفقة طفلها، بعدما دخل معيلها الوحيد إلى السجن، حيث قام صاحب المنزل الذي كانت تكتريه هذه الأسرة، برمي الأم وطفلها في الشارع بسبب عدم تسديد واجبات الكراء، مما أجبرها على اتخاذ أنبوب للصرف الصحي كمسكن لها أحياء مقاطعة بني مكادة بمدينة طنجة. وتظهر هذه الأم مع الطفل في هذه الصورة، في وضعية "بالغة المأساوية"، حيث يستعينان بأغطية وأسمال بالية ومتسخة لا تكادان تقيهما قساوة البرد الذي تشهده مدينة طنجة منذ أيام، بعدما باعت "كل ما كان يصلح للبيع من أجل اقتناء ما يسد رمقهما"، حسب أحد الفيسبوكيين الذين علقوا على الصورة المتداولة على نطاق واسع في فترة وجيزة من ظهورها. وأبدا جل مستخدمي "الفيسبوك" الذين مروا على الصورة، أسفا بالغا على وجود مثل هذه الحالات الاجتماعية في بلد مثل المغرب الذي تتوفر منظومته على قوانين "يفترض أنها تحمي المرأة والطفل". فيما اكتفى فريق آخر بالتعليق على المشهد ب"ما دمت في المغرب فلا تستغرب" و "لا حول ولا قوة الا بالله". وزاد معلقون آخرون على التعبير عن مشاعر الأسف، بتحميل الجهات المسؤولة كافة المسؤولية عن هذا الوضع "الكارثي" الذي تعيشه هذه الأسرة وغيرها من آلاف المواطنين الذين لم توفر لهم الحكومات المتعاقبة سوى الوعود الزائفة"، كما لم يتوانى فريق آخر من المعلقين عن انتقاد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي "يتبجح دائما بتقديره للمرأة في جلسات البرلمان الشفوية" على حد تعبيرهم. أما فريق آخر من المعلقين فاعتبر أن هذا المشهد يبقى عاديا جدا في بلد مثل المغرب "ولا يستحق كل هذا الاهتمام"، مستشهدين ببروز حالات مشابهة على السطح مثل حالة انفجرت فضيحتها قبل سنوات، ويتعلق الأمر بأسرة كانت تتخذ مرحاضا عموميا كمسكن لها وباعتراف رسمي من طرف السلطات العمومية في مدينة سلا.