الصورة: من الأرشيف خلف مشهد تصاعد كميات كبيرة من الادخنة من محرك حافلة متهالكة في ملكية شركة النقل الحضري "أوطاسا" زوال يومه الاثنين حالة من الرعب والهلع في صفوف عشرات من طلبة جامعة عبد المالك السعدي، الذين كانوا على متنها في طريق عودتهم إلى منازلهم بمنطقة بني مكادة. وحسب شهود عيان، فقد تعالت موجة من الصراخ من حناجر الطالبات والطلبة الذين تسابقوا نحو باب الخروج، بعد ان بدا أمامهم احتمال تكرار سيناريو حوادث سابقة قاب قوسين بسبب التصاعد الكثيف للدخان من محرك الحافلة التي سارع سائقها في ركنها امام مقر الثكنة العسكرية بشارع مولاي سليمان، الأمر الذي حال دون تطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه. وينضاف هذا الحادث إلى سلسلة الحوادث المماثلة التي كادت ان تتسبب في سقوط العشرات من المواطنين الذين ما زالوا مضطرين إلى الاستعانة بأسطول حافلات شركة "أوطاسا" المتهالك، وكان آخرها قبل بضعة أسابيع، عندما احترقت حافلتان في أقل من أسبوع، إحداهما انفجرت بعد ثوان من هروب آخر راكبيها. وقد بات توجه المواطنين نحو محطات حافلات شركة النقل الحضري، امرا يشوبه قلق مستمر من وقوع حادث محتمل، بعد أن أصبحت مشاهد حوادث سابقة لا تفارق مخيلة زبناء الشركة الاسبانية التي تشتغل في مدينة طنجة بصورة غير قانونية، مستغلة غياب بديل يعفي المواطنين من الالتجاء إلى خدمات هذه الشركة. كما ينضاف هذا الحادث أيضا، إلى المعاناة المستمرة لطلبة جامعة عبد المالك السعدي، الذين يشتكون باستمرار من الازدحام الكبير داخل هذه الحافلات التي يصفونها بأنها "لا تصلح حتى لنقل البهائم". وهي العربات التي تتسبب الأعطال المتكررة في محركاتها إلى التوقف على بعد مسافات طويلة من محطة الوصول، الأمر الذي يؤخرهم عن الوصول إلى حصص المحاضرات في الوقت المناسب، بعد تدخل مسؤولي الشركة الاسبانية لتوفير حافلة أخرى لا تقل تهالكا عن مثيلاتها.