"هبة ويدادي" فنانة مغربية شابة عشقت الرسم منذ نعومة أظافرها، لذا فليس غريبا أن تشي أغلب أعمالها بحس فني مرهف، تحث الأذهان من خلاله على التفكر في دور المرأة كحلقة محورية في المجتمع المغربي. وتحاول هبة (21 سنة) المزدادة بمدينة خريبكة، عن طريق لوحاتها، معالجة مجموعة من المواضيع المتعلقة بالمرأة، وذلك ارتباطا بالهوية المغربية والثقافة العربية الأندلسية والأمازيغية، الأمر الذي ساهم في عثورها على ثيمة مميزة تضفي على أعمالها نوعا من التزاوج بين ما هو تقليدي أصيل وما هو عصري وحديث. واكشفت هبة، التي تتابع حاليا دراستها في السنة الثانية شعبة تقنيات الصوت والصورة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بمكناس، موهبتها في سن مبكر، حيث قام والداها بدعمها من أجل التأكد من استمرارها على الدرب الصحيح، وهو الأمر الذي تمكنت من تحقيقه بعد سنوات من المثابرة والعمل الجاد من خلال لوحاتها المعبرة. ومن بين أبرز المواضيع التي تحب هبة التطرق لها في لوحاتها المرسومة بواسطة هاتفها الذكي، تلك التي تجمع ما بين جمال المرأة المغربية وروعة "الوشام" والرموز الأمازيغية التقليدية، بالإضافة إلى كل من الفسيفساء والزليج وأزياء الأصيلة كالخمار والحايك . ورغم تحقيق هبة لحلمها عقب ولوجها إلى الميدان الذي شغف به قلبها ووجدت فيه ما يحقق ذاتها ويعرف بموهبتها، فإنّ الأمور لم تكن بالمثالية التي ربما رسخت بذهنها، بما أنّها تلاقي صعوبات جمّة في التمويل لتتمكن من إخراج لوحاتها إلى نور العالم علها تروق لمن سيكون مالكها المقبل، فيدفع مقابلا محترما يحترم قيمتها. وتطمح هبة للتعريف أكثر بالثقافة المغربية وتبسيطها، وذلك من خلال التأكيد على أن الإبداع لا يحتاج أدوات باهظة الثمن، بل يكمن بالأساس في تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة واستغلال الفرص المتاحة.