"الواقع والإبداع.. الحقيقة والخيال"، مواضيع مختلفة وصعبة التلاقي، إلا أنها وجدت طريقها نحو الواقع عبر أنامل الفنانة الشابة سالمة سلال، التي اتخذت من هذه المواضيع ثيمة مميزة للوحاتها الإبداعية التي لاقت إعجاب عدد كبير من متابعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. سالمة ابنة مدينة وزان (28 ربيعا)، عشقت الرسم منذ نعومة أصابعها، طورت نفسها بنفسها وبمساعدة من والدها، وأمنت أن الموهبة التي حباها بها الله يجب أن تقدم كما هي، ورغم صعوبة دراسة الفن نظرا لكون اختيار شعبة الفنون حينها كان يتطلب الابتعاد عن الأسرة في سن مبكرة، إلا انها اختارت الإستمرار في تطوير رسوماتها بالموازاة مع اشتغالها كأستاذة للتعليم الابتدائي. وترى سالمة، أن الفن هو إبداع ينبع من داخل الذات الإنسانية وانعكاس لما تختزنه من أحاسيس وهواجس، لذا فهي تقوم بدمج عناصر من الطبيعة مع رسوماتها سواء كانت خلفيات او اشياء اخرى ، وهو الأمر الذي نال استحسان عدد كبير من متابعيها على مواقع التواصل الإجتماعي، خصوصا تلك التي مزجت فيها بين القفطان المغربي والزليج التقليدي. وتغلب صور القفطان والأزياء التقليدية على لوحات حنان، حيث ترى أن حلمها القديم المتجسد في رغبتها في أن تكون مصممة أزياء، دفعها إلى الخروج بهذه الطريقة المبتكرة، مؤكدة أن طموحها ما زال كبيرا في أن توصل بصمتها المميزة الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص. ورغم ضعف الوسط الفني بالمملكة وقلة المهرجانات والمعارض المتخصصة، فقد تمكنت لوحات سالمة من البروز من خلال مشاركتها في احدى الامسيات المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة هنا بمدينة وزان، وذلك رغبة منها في تقريب المتلقي ومتذوقي الفن من إبداعاتها.