نظم ماستر المهن القانونية والقضائية، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، محاضرة بعنوان إصلاح منظومة العدالة، الواقع والافاق، من إلقاء الدكتور محمد جلال الموسوي، عضو المجلس الأعلى للسلطة القضائية. وقالت الدكتورة وداد العيدوني منسقة الماستر في كلمتها الافتتاحية على أهمية الموضوع، لراهنيته و باعتباره ورشا كبيرا تعمل عليه المملكة بإشراف مباشر من صاحب الجلالة، وهو ما أكده عميد الكلية الدكتور محمد يحيى الذي أشاد بأنشطة الماستر. ومن جانبه قال المحاضر محمد جلال الموسوي حيث استعرض المحاور الكبرى لورش الاصلاح الذي باشرته المملكة المغربية، وتطرق إلى دور المجلس الأعلى للسلطة القضائية في هذا الشأن. وتوقف عند أهم محاور الإصلاح ليتناولها بالتفصيل، من بينها تعزيز حماية القضاء للحقوق والحريات، وأكد في هذا الصدد عن دور القضاة في إرساء ضمانات المحاكمة العادلة، مٌشيراً إلى ان أي خرق لهذه الضمانات سينعكس سلباً، على منظومة العدالة، وقد يولّد انعكاسات خارجية، متعلقة بالتعاون القضائي الدولي. كما عرج المتحدث عن محور الارتقاء بنجاعة القضاء، وتناول أهم أسسه المتمثلة في تقريب القضاء للمواطنين، وتبسيط المساطر، والبت في القضايا داخل أجل معقول، والسرعة في انتاج وتنفيذ الحكم القضائي، وهي اشكالات تواجهها عدة دول على حد قوله، وتعمل كل دولة على تجاوزها بطرقها الخاصة. كما ركز على الجانب المتعلق بالتأهيل والتكوين المستمر وجعله إلزامي و ليس اختياري على غرار بعض الدول الأروبية، مع مراجعة المؤهل العلمي لولوج سلك القضاء، و اعتماد التكنولوجية الحديثة فيما يخص المحكمة الرقمية. واختتم المتحدث محاضرته حول افاق الإصلاح، بضرورة التركيز على البعد الذاتي وليس البعد الموضوعي وحده، بمعنى وجود مؤسسات وقوانيين في المستوى لا يكفي بالاستغناء عن البعد الذاتي، لينهي بمقتطف من خطاب جلالة الملك ألقاه في 30 يوليوز 2013، '' و مهما تكن أهمية هذا الإصلاح، و ما عبأنا له من نصوص تنظيمية، و اليات فعالة، فسيظل الضمير المسؤول للفاعلين فيه، هو المحك الحقيقي لإصلاحه، بل وقوام نجاح هذا القطاع برمته''.