يواصل المستشار الجماعي السابق بمجلس مدينة أصيلة، الزبير بن سعدون، مساعيه للعودة إلى واجهة النقاش العمومي، من خلال تدويناته المتكررة على موقع فيسبوك، التي يعبر فيها عن مواقف حادة تجاه الوضع السياسي الراهن بالمدينة، ويوجه من خلالها انتقادات مباشرة وغير مباشرة لعدد من الفاعلين المحليين، من ضمنهم منتدى أصيلة وبعض المنابر الإعلامية. وفي أحدث خرجة رقمية له، هاجم بن سعدون المنتدى بشكل صريح، متهما إياه ب"تسخير جرائدهم ومواقعهم الإلكترونية العفنة" لخوض حملة ضده، مضيفا: "مرحبا بكم بعد وفاة مريدكم، وانتظروني في افتتاح موسمكم ولا تنسوا موسم الكويت". عبارات اعتُبرت من قبل متابعين مؤشرا على تصعيد جديد يطبع علاقة الرجل بمحيط المنتدى، في سياق يتسم بتوتر متصاعد منذ إعادة تشكيل المكتب الجماعي. ويبدو ان بن سعدون وجد في الصحافة حائطا قصيرا لتفريغ رسائل سياسية مشفّرة، محمّلاً منابر إعلامية معينة مسؤولية مقالات تحليلية لا تُفهم بالضرورة في سياق الاستهداف، بل ضمن التفاعل المهني مع تحول توازنات المدينة ومواقف بعض الفاعلين. ورغم ذلك، فضّل اعتماد لغة هجومية، اعتبرها البعض تقويضا لحرية التعبير وتبخيساً للدور الإعلامي في تأطير النقاش العمومي. وقد أثارت التدوينة أيضاً موجة من التفاعل بسبب ما تضمنته من أخطاء إملائية ولغوية، اعتبرها متابعون دليلا على خفة في التعامل مع الفضاء العمومي الرقمي، خصوصا حين تصدر عن فاعل سبق أن تقلد مسؤوليات تمثيلية. وتأتي هذه التصريحات في وقت تستعد فيه المدينة لاحتضان النسخة الجديدة من موسم أصيلة الثقافي، المقرر تنظيمه هذه السنة على ثلاث مراحل خلال أبريل ويوليوز وأكتوبر، وسط تساؤلات متزايدة حول علاقة المنتدى بالمشهد المحلي في مرحلة ما بعد محمد بن عيسى. ولم يتسنَّ لريدة طنجة 24 الالكترونية، التواصل مع أي من مسؤولي منتدى أصيلة لأخذ وجهة نظرهم بشأن التدوينات المنشورة، كما لم يصدر أي رد رسمي عن المؤسسة إلى حدود الآن. ويُرجّح أن تستمر تداعيات هذا التوتر الرمزي والسياسي خلال الأسابيع المقبلة، خاصة في ظل استمرار غموض مواقف بعض الأطراف السياسية المحلية، ودخول شخصيات كانت خارج الصورة في مرحلة ما قبل التحول.