ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دور الإملائية في رفع الالتباس وإعطاء هوية بصرية للغة المكتوبة


أولا: شريط تواصلي ورسالة استفسار
حوالي أربعة أيام بعد توصلي بأحد أشرطة اليوتوب عبر بريدي الإلكتروني مرسلا من طرف أحد المعارف، أتوصل مساء يوم الأحد 25 ديسمبر عبر نافذة «الخاص» بصفحتي على الفايسبوك بنفس الشريط مُرسلا هذه المرة من طرف السيد مصطفى الزهيد، ومصحوبا بنص الخطاب الآتي الذي أنشره هنا بين معقوفين بعد حصول على إذن من صاحبه
[[تحية طيبة، الأستاذ المحترم، سي محمد المدلاوي.
ورد اسمك، كأكاديمي وباحث نحترمه ونقرأ له ونقدره، على لسان عيوش يُعطي سلطة رمزية لقاموسه من خلال استدلاله بك كمتخصص تمت استشارته. أريد فقط، أستاذي الكريم، أن افهم من متخصص - لا من رجل أعمال - ما هي القيمة التي يمكن أن يضيفها هذا القاموس وهذا المشروع للمغاربة؟]]
ولقد كان جوابي للسيد الكريم كما يلي بين معقوفين كذلك:
[[الأخ الكريم، سي مصطفى الزهيد المحترم.
كلام السيد نور الدين عيوش في الشريط التواصلي يبقى على ما هو عليه؛ ويأخذه كل امرئ كيف يشاء. وعلى كل حال، ما صدر عنه مما أشرت إليه بخصوصي، فيه كثير من الوقوف على «ويلٌ للمصلّين» وما يناظر ذلك من أسلوب خطاب حملات الاتصال (de la communication). وليس من المناسب هنا والآن تفصيل الجانب الأول. أما الثاني، في حد ذاته، فهو لا يعنيني؛ وهو شيء يقوم به كل ذي مشروع من المشاريع في حدود أخلاقيات المهنة واحترام فطنة وذكاء المخاطب.
وكيفما كان الأمر، فليس لا هذا ولا ذاك - بما في الأمر من إصدار لذلك القاموس من عدم إصداره (أي «قاموس الدارجة المغربية)، هو ما يحدّد طبيعة جوهر مسألة العربية المغربية الدارجة، لا في حد ذاتها، ولا في ما يتعلق بتصوري الشخصي لطبيعة ذلك الجوهر، تلك اللغة التي اشتغلت عليها منذ عقد ونصف في أبحاثي اللسانية الأكاديمية المنشورة، على مستويات بنيات متنها، صوتيا وصرفيا وتركيبيا ومعجميا وفي علاقتها البنيوية المطردة مع اللغة العربية الفصحى التي إنما تشكل تلك العربية الدارجة سجلاّ من سجلاتها كان تاريخيا دياكرونيا ثم أصبح اليوم سوسيو-لغويا وسيكو-لغويا، كما يدل على ذلك ما يحصل يوميا من أن المتحدث الواحد، في المحفل المعين من المحافل الرسمية أو الأكاديمية، يتراوح بين ذينك السجلّين ذهابا وإيابا دون شعور منه ولا انتباه من مستمعيه. أما آخر الأعمال الوصفية والتطبيقية التي أنجزتها في هذا الصدد فهو كتاب مرقون جاهز منذ شهر يونيو من 2015 وهو محرر بالعربية المغربية الدارجة نفسها وهذا عنوانه:
«العربية المغربية الدارجة: خصائص المعجم وقواعد الأصوات والصرف والتركيب والإملاء».
وهو كتاب كانت قد قُدمت منه أجزاء مفصلة ضمن سلسلة من لقاءات الاستشارة الأكاديمية بمقر مؤسسة زاكورة منجمة على حوالي سنتين وحضر بعضها بعض الزملاء الذين تجمعني بهم علاقة تبادل علمي متينة من بينهم الأستاذ عبد العالي سبيعة، والأستاذ عبد الله بونفور، والأستاذ محمد قيطوط.
وقد حالت بعد ذلك اعتبارات حسابات «ما هو لائق سياسيا» لصيقة بالظرفية دون استمرار من كان قد أبدى رغبته في استنجاز ذلك الكتاب بمواصفاته المذكورة فتعهد بنشره دون استمراره في القيام بما تعهد به مشترطا لذلك مقايضة النشر بالتخلي عن روح الكتاب المتمثلة نوع الإملائية التي وضع الكتاب نفسه أسسها وقواعدها والتي كتب بها متن الكتاب نفسه بما أن لغته الواصفة (métalangue) هي العربية المغربية الدارجة نفسها.
وهذا تقديم لذلك الكتاب مشهر في مكانه منذ ذلك الحين، أي منذ أن شعر المؤلف بأن لا سبيل إلى إقناع المؤسسة المستنجزة للعمل عن التخلي عن طلب مقايضة الخبرة العلمية بخليط خلاسيّ هجين غير متجانس من الكلام مراعاة لما هو لائق سياسيا في تلك الظرفية:
http://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-grammaire-orthtographe-du-darija-presentation-d-un-ms
وإذا ما كان يهمّك بعض ما نشرت في السنوات الأخيرة من النصوص التعميمية ذات الطابع التواصلي الصحفي حول خصائص ووظائف سجل العربية المغربية الدارجة وما يطرحه ذلك من تداخلات على بعض أوجه ومستويات التربية والتعليم، فيسرني أن أحيلك على لائحة نصوص مدونتي؛ ففي هذه اللائحة عشرات النصوص القصيرة حول النقاش الذي دار في السنين الأخيرة حول الموضوع: http://orbinah.blog4ever.com/articles
مع التحية؛ محمد المدلاوي]]. انتهى الجواب.
ثانيا: بعض التفصيل الملموس حول ملابسات وطبيعة القاموس
لا يسمح المجال هنا بالحديث المفصل عن طبيعة الدارجة المغربية، من حيث تاريخيّتها النشوئية، ولا من حيث وظائفها السوسيو-لغوية الراهنة ولا بنياتها الراهنة ولا علاقتها الراهنة كذلك بالعربية الفصحى. من أجل نصيب من ذلك يمكن الرجوع الى نص سابق («الدارجة المغربية؛ ما هي، وما وظائفها؟ 1-المعجم» في مدونة OrBinah). سيقتصر الأمر إذن في هذه الفقرة على الابتداء من النقطة التي أصبحت فيها الدارجة موضوع نقاش اقتصَر لحد الآن على دائرة الفضاء الإعلامي العام على شكل سجال شعبي منذ حوالي أريع سنوات فقط، ولم يصبح بعدُ نقاشا علميا أكاديميا في المراكز والمؤسسات المعنية.
ما هي العربية المغربية الدارجة؟
العربية المغربية قد نشأت تاريخيا متفرعة عن تمازج وتداخل عبر قرون لخمسة عوامل سوسيو-لغوية (أ-ه أسفله) أولها انتمى إلى حيز أرشيف التاريخ، والباقي ما يزال فاعلا:
أ- المفعول السوسيو-لغوي العام (في اتجاه التعريب السوسيولوجي غير المؤسسي في غالب الأحيان) لوفود مجموعة قليلة من القبائل العربية على عهد الموحدين (حوالي بضع عشرات من الآلاف من النسمات في تلك الفترة) مثل بني معقل وبني سليم وبني هلال وامتزاجهم اللاحق أجيال بعد أجيال، عن طريق المعاملات والمصاهرات، مع القبائل الأمازيغية؛
ب- التعرّب التدريجي، الكلي منه أو الجزئي، لكثير من أجيال الأمازيغ منذ بدايات الفتح الإسلامي في احتكاكهم بجنود الفتح الذي انخرطوا في جيوشه كجنود وكقادة فيها نحو الأندلس ثم احتكاكهم بما يصاحب الفتوحات ويليها من ذوي المهن والوظائف، وعلى رأسها، في هذه الحالة، القراء ومعلمو القرآن، حيث كانوا يقبلون بشكل منهجي وفي إطار مؤسسي ( التعليم والتعلّم) على حفظ شذرات من القرآن لأداء صلواتهم ويحرصون على تحفيظه قراءة وكتابة لذرياتهم، ليس فقط ابتغاء مرضاة الله وجزاء الآخرة في كلتا الحالتين، ولكن كذلك سعيا وراء الترقية الاجتماعية نظرا لما أصبحت تفتحه العربية بحمولاتها الدينية وعلاقتها بالسلطة الزمنية من أبواب لتلك الترقية تناظر ما كانت تفتحه لغات إقليمية قبلها مثل اللاتينية. وقد استمر هذا التعرّب إلى اليوم من خلال المكانة الرمزية للعربية بسجليها في الفضاءين العام والرسمي.
ج- تمام جميع أوجه ذلك التعرّب و/أو التعريب- التعليمي المنهجي منه في الكتاتيب والمدارس وكذا العفوي منه في الفضاء العام - على أرضية العادات الصوتية والنحوية للغة الأصلية للجيل المتعلم، أي أرضية اللغة الأمازيغية (substrat berbère؛ انظر Elmedlaoui 2000) من مثل ما يمكن ملاحظته حتى اليوم لدى حديثي العهد بتعلم العربية، وهي الأرضية التي أورثت للعربية الدارجة خصائصها المميزة على مستويَي الأصوات والتركيب وكذا بعض الصيغ الصرفية والتصريفية (صيغة /تافعّالت/ وأداة المضارعة /كا/ وأداة الاستقبال /غا/ أو /با/ ) وحتى نصيب لا بأس به من المفردات المعجمية التي يتميز بها معجم الدارجة المغربية عن معاجم بقية اللهجات العربية الحالية (صيفط «بَعَثَ»، صاط «نَفَخَ»، برا/برية «رسالة»، زطّط، «خَفَرَ»)
د- قيام العربية المغربية كلغة حيّة مرنة ودارجة على الألسن في التواصل اليومي العملي؛ وهو ما جعلها منفتحة دون عقدة على كل مستجدات المعجم التقني، مطورة بذلك قدرة فائقة لا نظير لها على تدريج الألفاظ (أسماء وأفعالا) بشكل مطرد عبر الاقتراض من مختلف اللغات الحاملة والمروّجة لتلك المستجدات كما تتجلى تلك المرونة في قواميس الحرف التقنية، التقليدية منها والحديثة.
ه- استمرار العربية الدارجة الناشئة في الغَرف على الدوام من مَعين قاموس الفصحى عبر القرون وإلى اليوم، من خلال «تدريج» آدابها الشعبية الرفيعة من ملحون وأزجال وأمداح ومُردّدات لكثير من مواد معجم الفصحى، وذلك كوجه من الأوجه البلاغية يسود في الأشعار الأمازيغية (تضمين القصيدة مفردات من الفصحى ولو كانت مقابلاتها موجودة في المعجم الأمازيغي). ويتمثل ذلك «التدريج» في مجرد تخفيف الكلمات من حركاتها القصيرة (الفتحة والضمة والكسرة) ثم تحويل ما فيها من عناصر المدّ (الألف والواو والياء في َا، ُو، ِي) أو أحرف لين ساكنة (أْ، وْ، يْ) أينما كان موقعها من الكلمة، إلى جيل جديد من الحركات القصيرة (َ، ُ، ِ على الترتيب) التي ليس لها مقابل ممدود في هذه اللغة، أي اللغة الدارجة كما هو الشأن في الأمازيغية التي تشكل أرضية نشوئها (انظر Elmedlaoui 2000). وقد تقوّى ذلك الغرف كذلك بمفعول التمدرس الحديث وبفضل وسائل الإعلام المسموع والمرئي منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين؛ وهو ما جعل هذه الدارجة المغربية تتجاوز محليّاتها التقليدية، وتحوز مزية الانسجام الداخلي أكثر فأكثر على المستوى الوطني من حيث امتداد الرقعة الجغرافية للتفاهم المشترك بها، حتّى أصبحت تمثل اليوم أوسع وجه لغوي مشترك بين المغاربة، في الفضاء العمومي وفي المحافل الرسمية وحتى المنابر الأكاديمية، وتقترب أكثر فأكثر من سجلّ العربية الفصحى على مستوى مادة الوحدات المعجمية الكبرى (الأسماء والأفعال والصفات) وحتى فيما يتعلق ببعض الروابط والأدوات التركيبية (/رغما أنّ/، /معا أنّ/) وبعض الظروف الزمكانية وبعض المفاعيل المطلقة (/طبعاً/، /غاليباً/، /أصلاً/، الخ.)، مما يجعلها تشكل وتُجسّد في النهاية، في الوجه الراقي لاستعمالاتها في المحافل (مدرجات الجامعة، ومنابر الإعلام والخطاب السياسي، الخ.)، تلك «العربية البَينية الوسطى» التي طالما تم الحديث عنها بشكل تجريدي كالعنقاء التي تذكر ولا توجد طيلة عدة عقود (انظر «تطوير اللغة العربية، وثقافة إعلان المبادئ» في مدونة OrBinah) والتي كان يَعتقد من يبشّرون بها «لليوم الآخِر» أنها ماهية تُحدث إحداثا عبر صناعة مخبَريّة في مخابر الدراسات اللغوية مدعومة بقرارات إدارية إلزامية؛ في حين أن دور الخبرة المعرفية اللغوية إنما يتمثل في تشخيص وصفي للآليات البنيوية المطردة وللدينامية السوسيو-لغوية المستقلة عن الإرادات والقرارات التي تتشكل بمقتضاها تلك العربية البينية الوسطى ؛ وذلك في أفق أيّ اعتراف منهجي، رسمي أو غير رسمي، بأي وظائف سوسيو-لغوية جديدة لذلك السجل من سجلات العربية على المستويات التربوية والإعلامية، بما يستلزمه ذلك الاعترافُ من ضرورة إعداد وتوفير أدوات وحوامل بيداغوجية لذلك السجل اللغوي متمثلة في قواميس ومؤلفات نحوية وديوان من الأدبيات الإبداعية والمعرفية وغيرها.
تهيئة العربية الدارجة بشكل منهجي للقيام بوظائف معينة
التهيئة المذكورة لا يمكن أبدا أن تَتمّ بشكل منهجي سليم ما لم يُستكشف نظامٌ متكامل ومنسجم وغير ترقيعي لإملائيةِ كتابةِ العربية الدارجة كشرط قيام وشرط صحة، كتابة قارة لمفرداتها في صورها، وصْلا وفصْلا، بشكل يمكّن من تخزين وحفظ صورها الكتابية في الذاكرة البصرية مقرونه في الذهن بصورها الصوتية الناطقة ومن وضع برمجيات حاسوبية للتصحيح الأملائي والنحوي كما هو جارٍ به العملُ اليوم؛ كتابة تكون على وجه الخصوص خالية من أوجه الالتباس بين عدة احتمالات للنطق باللفظ الصحيح المراد بالكلمة المكتوبة المعينة؛ كتابة قارة في أشكال صورها الإملائية وفي التأويل الصوتي الوحيد الممكن لكل صورة من تلك الصور كما هو معمول به في الإملائيات المتطورة مهما كانت الإملائية المعينة لصيقة بالمضمون الصوتي (نموذج الإملائية الإسبانية والأمازيغية الموضوعة حديثا) أو بعيدة عنه (النموذج الفرنسي، وخصوصا الإنجليزي). وهذا بعض تفصيل كل ذلك عبر فقرات مرقمة:
1 - بما أن علاقة العربية المغربية بالعربية الفصحى على ما ذُكر، اطرادا بنيويا وتكاملا تاريخيا أفضيا إلى جعل الأولى، بعد مسيرة طويلة، تشكل، في أرفع أوجهها، جسرا بين فُصحى خاصةِ الخاصة (المتخصصون في الأدب العربي القديم والمتخصصون مرجعيات علوم الدين) وبعض أوجه الدارجة الضاربة في المحلية والتي هي اليوم في طريق الانقراض بمقتضى اتجاه سوسيو-لغوي وليس بمقتضى قرار (الاختفاء السريع مثلا لنطق القاف والراء على الطريقة الفاسية مثلا) وكذا بعض الأوجه الضاربة في الخصوصية الفئوية (جميع أنواع ما يسمى في الدارجة ب»الغاوس» argot)؛
2- وإذ الوعي الجمعي بكون العربية الدارجة تشكل في صورتها الراقية الحلية «عربية بينية وسطى» صالحة، باعتبارها سجلا، للتكامل مع سجل الفصحى والتعاون معه بيداغوجيا في قطاعات عدة وعلى مستويات عدة على الدراسات التربوية الميداينة تحديدها وإعادة تحديدها في كل مرحلة، إنما هو وعي ما يزال ضعيفا.
3- فإن أي تهيئة علمية عقلانية مؤسّسة من أجل إعداد للأدوات والحوامل اللغوية المشار إليها أعلاه لا يمكن البتة أن تحوز الرشد والعقلانية إذا ما أوْرثتْ تلك التهيئة للدارجة المغربية، باعتبارها مجرد لغة تواصلية وطنية، ومجرد لغة زمنية في واقعها وفي تصور أصحابها لها (أي غير ذات أي ارتباط بالمقدّس)، كلَّ ما تميّزت به إملائية الفصحى من عقباتٍ في القراءة تتحملها الأجيال بعد الأجيال مدى الحياة إذ لا تزول بالتعلم مهما طال، وذلك لمدة تفوق الألف سنة لم يتم فيها إصلاح إملائي كما يتم بشكل دوري في كتابة اللغات الحيّة، كل ذلك بسبب إعطاء العربية الفصحى في تصور أهلها، ماهية وشكلا وجوهرا، أبعادا دينية مقدسة من خلال ربط شكلها الكتابي إلى حدّ بعيد بالرسم المصحفي.
4- فقارئ نصوص العربية الفصحى، كما هي مدونة طبقا للإملائية المعمول بها حتى الآن، يظل طيلة حياته غير قادر على أن يقرأ نصّا بطلاقة وبدون تردد وذهاب وإياب (انظر تفصيل الأسباب في نص ?Les lecteurs de l?arabe classique ne sont pas tous des cancres» بمدونة OrBinah). يحصل ذلك لأن الإملائية العربية لا تدون، في أحسن الأحوال، سوى نصف ما يتعين أن يتلفظ به القارئ (/كتب/ مثل لتمثيل كل من [kataba]، [kutiba]، [kutubun]، [kutubin] على السواء)، إذ لا تدوّن سوى الأحرف المجردة لجذر الاشتقاق، تاركة ل»فطنة» القارئ رياضةَ استنتاج جميع الحركات القصيرة (الفتحة والضمة والكسرى) التي يتوقف عليها، مع ذلك، تمايُز الصيغ الصرفية واتضح علامات الإعراب التي تميّز الفاعل عن المفعول به وتوضح بقية الوظائف والأدوار التركيبية التي ينبني عليها جميعا قيام الإفادة الأجمالية للجملة، التي ليست مجرد حاصل جمع معاني المعجمية لكلماتها. فانتباه ذلك القارئ موزع باستمرار بين التركيز البصري على بؤرة القراءة، أي الكلمة الكتابية، وبين إعمال جولات بصرية استباقية خاطفة على طول السطرية الكتابية لعله يلمح مؤشرات تركيبية لاحقة بعيدة بؤرة القراءة لتساعده على إعطاء تأويلٍ ناطقٍ صحيح لصور الكلمات الخالية من الحركات؛ كل ذلك في حالة ما إذا كانت هناك مؤشرات أصلا؛ إذ لا تتوفر دائما حتى مع استعداد القارئ لرياضة التوقع الذهني؛ وقد أعطيت لذلك أمثلة ملموسة في مقالات سابقة.
وإذ حقل الإدراك البصري الإجمالي للمادة المقروءة (Scoop perceptuel Gestalt en lecture) لا يتعدى ثلاث أو أربع كلمات كتابية (أي الكتل الكتابية التي تفصل بينها بياضات سواء أكانت اسما أم فعلا أو مركبا من المركبات)، فإن تلك المؤشرات، التي هي من طبائع مختلفة لا تحصى، حتى وإن وجدت غالبا ما تكون بعيدة عن حقل الإدراك البصري الإجمالي الجيشطالتي. فلنتأمل المثال الآتي وما يتضمنه من التباس قرائي حسب التقديرات الجزافية الأولي لهذا أو ذاك:
[[هذا حديث عن زيد في مكتبته؛ إذ كتب زيد فيها النفيس من الأعمال الأدبية ومن الأعمال الفكرية، كما فيها كثير مما لا قيمة له ...]] ([إذْ كُتُبُ زَيْدٍ...] أم [إذِ كَتَبَ زَيْدٌ]؟).
هذه الرياضة الذهنية التوقعية تشوش على القارئ وتستأثر بكل انتباهه وتجعل عملية القراءة أمام العموم خاصة مصدر قلق دائم وتسبب بذلك عقدا بيداغوجية لدى المتعلم الناشئ تدوم في الغالب مدى الحياة.
5- هذا القبيل من المشاكل البيداغوجية في باب مهارة القراءة هو ما يسعى كتاب «...» إلى تجاوزه من خلال النظام الإملائي البسيط والمنسجم والقار الذي اقترح مبادئه وقواعده بالنسبة للعربية المغربية الدارجة التي هي في أطوار الأسس الأولى للتهيئة والتي لا تعاني من ثقل ارتباطها بأي قيمة غير زمنية-نفعية. غير أن هناك اتجاها يفضل تغليب مداراة اللياقة السياسية الظرفية في الأعمال التأسيسية على ما يقتضيه التشخيص والاستشراف المعرفيين. فقد «نوّه» ذلك الاتجاه أيما تنويه بمضمون ذلك الكتاب بعد عرض أجزاء منه في ملتقيات عملية كثيرة، لكنه اعتبره مفرط «الثورية» وقرصا ضخما يصعب ابتلاعه، فاختار ذلك الاتجاه أقراصا مهدئة في باب الإملائية، تتمثل في إملائية ترقيعية غير متجانسة وغير قارة من حيث الصور الكتابية للكلمات (استعمال «نَقْط الإعراب» بطريقة مزاجية في أمثال مادة /ملك/ [مَلِك]، [مُلْك]، [مِلْك]، الخ.) ، وذلك على سبيل لعبة تنكّرية بالأقنعة توهم من يناهض أيّ دور ووظيفة للدارجة مناهضة مبدئية أن هذه الأخيرة لا تختلف عن الفصحى، وأن ما يفوق 80 % من معجمها عربيّ فصيح (وهذا حق عُبّر عنه بالباطل) كما تدل على ذلك الصورُ الإملائية لكلماتها في «قاموس الدارجة المغربية». لكن، وكما سبق أن تنبأتُ شخصيا بذلك في ختام أحدى المقالات الصحفية حول الموضوع، [[فمَهْما أضاف المُداري من لبن إلى كأس التي كانت هي الداءُ، فإنه مذنِب في نظر أي لائم يقضي بأن «ما أسكرَ الكثير منه، فالقليل منه حرام»]؛ وذلك ما حصل وبسبب تلك الأقنعة التنكرية بالضبط، زيادة على تضييع فرصة تأسيسية لترويج إملائية للعربية الدارجة بسيطة ومريحة في القراءة ولا التباس فيها.
كل هذا كان قد أثير وبحدة في كثير من ملتقيات استشارة الأكاديمية لإعداد الأدوات والحوامل الديداكتيكية الخاصة بالعربية المغربية الدارجة، ومن بينها القاموس الأساسي مؤلَّفا بالدارجة نفسها وبالحرف العربي كقيمة مضافة (لأن القواميس العامة والموسوعية التي تضم في مجموعها عشرات الآلاف من المواد المعجمية الدارجة، متوفرة منذ سنين مدونة بالحرف اللاتيني مثل معاجم Colin و de Prémare و Harele الخ.)، وذلك خلال الحصص التي قدمت فيها أجزاء من القاموس من جهة، وأجزاء من الكتاب المرقون المذكور حول قواعد النحو والإملائية؛ وقد حضر بعض تلك اللقاءات زملاء لي أمثال الأساتذة عبد الله بونفور، عبد العالي سبيعة ومحمد قيطوط. وإلى هذا يشير السيد نور الدين عيوش في حديثه عن استشارة الخبراء لكن بأسلوب الوقوف عند «ويل للمصلين» (وهو نفس الأسلوب الذي اتبع في التصدير الخاص بالشكر في القاموس)، وإليه أيضا يشير ما ورد في مقدمة القاموس (ص:11) بأسلوب «البناء للمجهول» حيث تمت الإشارة إلى «أن هناك» (؟) اتجاهين في ما يتعلق بإملائية العربية المغربية الدارجة.
6- فإذ أصبحت الدارجة المغربية، من خلال صورها الإملائية في «قاموس الدارجة المغربية» (صور هي عبارة عن «كوبّي-كولي» لصور الكلمات في معجم الفصحى) مفتقدة لأي هويّة كتابية، فلا هي زبيب ولا هي حِصريم كما يقال، أو كما يقول المثل الفرنسي (/ني فيكً، ني ريزان/) «لا هو تينٌ ولا هو عِنَب»، فقد كان ذلك من بين الثغرات التي انقض عليها مناهضو «المسخ والتلهيج» الذين أجمعوا على أن القاموس خليطٌ خِلاسيٌّ هجين لا يعكس الهوية الحقيقية للدارجة المغربية التي يدّعي شرحَ كلماتِها، بما أن ذلك الشرحَ «غالبا ما يتمّ في [ذلك] القاموس بالعربية الفصحى». يقول ذلك الذي دشن الحملة الإعلامية ضد ذلك القاموس عن طريق تخصيص ملفّ خاص له في أسبوعيته، فأخذ سائر الهواة يردّدون نفس مؤاخذاته: [... انتهى كلام الأساتذة الأجلاء. ومن سوء حظهم أن قراءة الصفحات الألف تقريبا تكذبهم، لا في العربية التي زادوا عليها ‹المغربية› لتوصيف هذا المسخ اللساني، ولا في المعنى الذي غالبا ما يكون في القاموس بالعربية الفصحى] (أسبوعية «الأيام» عدد 737، 15-21 ديسمبر 2016؛ انظر «الإعلام المغربي والقضايا السوسيو-تربوية» في مدونة OrBinah). إنه حقُّ مرة أخرى، تم الوقوف عليه بحدس عفوية مباشرة وتَمَّ التعبير عنه بباطل نتيجةً لجهل الهواة «الجينيراليستيّين» بجوهر حقائق أمور التخصّص وبالعلل الفعلية الكامنة وراء ما يعتري تَبيُّنَ العربيةِ الدارجة من التباسات كما هي مدونة في «قاموس الدارجة المغربية».
.
فإذ تمثلت الإملائية المعتمدة في «قاموس الدارجة المغربية» في مجرد «كوبّي-كولي» لصُوَر الكلمات حسب إملائية مقابلاتها في إملائية الفصحى، المفتوحة، بحكم طبيعتها الجزئية الناقصة، على قراءات متعددة كما سبق التمثيل لذلك، فإن المستعمل للقاموس، وكذلك قارئ أيّ نص من العربية الدارجة مدوّنٍ بتلك الطريقة، ممّن لهم إلمام بالفصحى وتعوّدٌ على قراءة نصوصها بالطريقة المشار إليها أعلاه، يأخذ ما هو مكتوب في «قاموس الدارجة المغربية» على أن لفظَه لفظُ عربيةٍ فصحى، فيَجنحُ نحو إعمال تقديراته القرائية، فيضيفُ من ذهنه حركاتٍ إلى صور الكلمات، فيجد «بالفعل»، في نهاية العمليات، أن الدارجة عربيةٌ فصحى؛ وذلك ما لم تلُح له في نطاق حقل الإدراك البصري (الذي لا يتعدى ثلاث إلى أربع كلمات) مؤشرات معجمية خاصة بالدراجة، مثل أدة الإضافة /ديال/، أو اسم الموصول /اللي/ أو أداة الغاية /باش/ «كَيْ» أو المركب الموصولي /باش/ «الذي به» أو أداة المضارعة /كا/ (التي يدونها القاموس تارة متصلة وتارة منفصلة حسب المزاج، وتارة متصلة على شكل /ك/).
أما غير المُلمّ بالفصحى قراءةً وكتابةً من المغاربة، وكذا الأجنبي الراغب في تعلم الدارجة، اللذين وضع القاموس أصلا ومن حيث المبدإ لفائدتهما، فغيرُ مفكَّر في الأسس المعرفية التي تمكنهما من إضافة ما لا تظهره الكتابة من حركات الفتح والضم والكسر. فلنُعط مثالا من فتح جزافي لمجلد القاموس، إنه مادة /ترجمة/ التي تمت معالجتها في القاموس على الشكل الملتبس أسفله في «أ» عوض شكل «ب» الذي لا يطرح أي مشكل في تبيّن هوية السجلّ اللغوي المكتوب ولا أي صعوبة في المضمون التلفظي المنطوق لما هو مكتوب؛ وذلك بمجرد التواضع على التأويل الجديد الخاصة بكتابة وقراءة الدارجة (الفتحة والضمة والكسرة تمثل بأحرف الألف والواو والياء، نظرا لانعدام تقابل الممدود وغير الممدود في هذا السجلّ)
أ- [/ترجمة/: عملية نقل نصّ أو خطاب للغة مخالفة للّغة للغة الأصلية ...]
(قراءة المُلمّين بالعربية: «عَمَلِيّةُ نَقْلِ نَصٍّ أَو خِطَابٍ لِلُغَةٍ مُخَالِفَةٍ لِلُّغَةِ الأَصْلِيَّةِ»)
ب- /ترجمة/: «عاماليّة› تحويل شي نصّ من اللوغة الأصلية إلى لوغة أخرى مخالفة»
(تذكير: الدارجة ليس فيها مدّ؛)
هذه بعض العناصر التوضيحية الأولى حول طبيعة ما تمّ وما يتم إعداده من أدوات ديداكتيكية في إطار تهيئة العربية المغربية الدارجة في أفق أيّ اعتراف رسمي أو غير رسمي بوظائف معينة لذلك السجل من سجلات العربية، ومن بين تلك الأدوات «قاموس الدراجة المغربية» الذي صدر مؤخرا والذي لم يتمّ تناوله هنا، كما كان قد تمّ تناوله قبل أكثر من سنة عن تاريخ صدوره (انظر «الأسئلة التي يتم تغييبها بخصوص كيفية تدوين الدارجة المغربية»، وكذلك «بعض مظاهر الإملائية التي يتم إعدادها لتدوين الدارجة» في مدونة OrBinah)، سوى من حيث طريقة كتابة كلماته وشرحها، أي على مستوى النظام الإملائي نظرا للدور التاسيسي لهذا المستوى؛ أما الأوجه الأخرى، مِثل الهوية الصنافية-الوظيفية القاموس المذكور (أهو معجمٌ مدرسي ابتدائي، أم أساسي، أم هو معجم شامل، أم قطاعي، أم موسوعي، الخ.) بما يفرضه كل صنف من أولويات في اختيار المادة المعجمية بدل جعل القاموس المعيّن عبارة عن كيسٍ أو جَولق يُرمي فيه كل «حاطِبِ ليلٍ» بما صادفه (مفردات أساسية، أخرى ضاربة في الاطلاحية التقنية القطاعية، وأخرى تنتمي إلى مختلف أوجه «الغاوس» الخاصة بالفئات الاجتماعية) إلى أن يبلغ حجم الصفحات المطلوبة. ثم إن هناك مسألة تقنيّات ترتيب المادة المعجمية العامة (مختلف أنظمة «أبُجَدْ» و»أبَتٍ»؛ انظر «Ordre alphabétique : enjeux insoupçonnés» في نفس المدونة) وعلاقة بتدبير أمر الاشتقاق؛ وكذلك ومسألة عناصر وخطوات معالجة المداخل المعجمية (من اسم وفعل وصفة وحرف). ولربما تيسّرتْ العودةُ إلى هذه المسائل لاحقا كما تصرف معها «قاموس الدارجة المغربية» إذا ما سمح الوقت بذلك. وعلى كل حال، فأمر هذه الأوجه الأخيرة أمر هيّن، ويمكن تدارك ما يكون قد طرحته تلك الأوجه من مشاكل بسهولة.
-----------------------------
Elmedlaoui, M. (2000) «L›Arabe Marocain: un lexique sémitique inséré sur un fond grammatical berbère»; pp: 155-187 in Salem Chaker, éd. Etudes Berbères et Chamito-Sémitiques; mélanges offerts à Karl-G. Prasse; réunis par Salem Chaker et Andrjez Zaborski. Peeters: Paris-Louvain 2000.
(*) باحث متخصص في اللسانيات
9


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.