يشهد الدوري المغربي لكرة القدم الموسم الحالي، إثارة وتشويقًا لم يعرفها منذ سنوات عدة، فقبل ثلاث جولات من انتهاء الموسم، يتنافس 7 فرق، على لقب الدوري، وتملك حظوظًا شبه متقاربة، من أجل اعتلاء منصات التتويج. ويتصدر الترتيب اتحاد طنجة برصيد 48 نقطة فيما يحتل حسنية أكادير المركز الثاني برصيد 45 نقطة بفارق نقطة واحدة عن فريقي الدفاع الحسني الجديدي والوداد البيضاوي، بينما يحتل أولمبيك آسفي والفتح الرباطي المركزين الخامس والسادس برصيد 42 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن الرجاء البيضاوي. وعلى غرار المتنافسين على اللقب، فإن الصراع محتدم بين 6 أندية، مرشحة لمغادرة قسم الكبار هذا الموسم، وهي أندية شباب أطلس خنيفرة، سريع واد زم، الكوكب المراكشي، شباب الريف الحسيمي، المغرب التطواني، وأولمبيك خريبكة، فيما هبط إلى الدرجة الأدنى فريق الراسينغ البيضاوي. إثارة حتى غاية الجولة الأخيرة على عكس الموسم الماضي، الذي حسم فيه فريق الوداد البيضاوي اللقب، منذ الجولة 28، أي قبل أسبوعين من نهاية الدوري، فإن هوية بطل هذا الموسم، ستعلق حتى الجولة الأخيرة من البطولة بنسبة كبيرة، وذلك بسبب تقارب النقاط بين كوكبة المقدمة، إذ لا يفصل بين المتصدر اتحاد طنجة، وصاحب المركز السابع للرجاء البيضاوي سوى 7 نقاط. وكان بإمكان اتحاد طنجة، أن يحسم الأحد الفائت الأمور بنسبة كبيرة، عندما استقبل مطارده المباشر، الوداد البيضاوي، غير أن التعادل، ضيّع عليه فرصة الابتعاد في الصدارة، كما فتح الباب أمام الأندية الأخرى للالتحاق به، الأسبوع المقبل. وحقق الدفاع الجديدي، مفاجأة في الجولة 27 بعد أن تمكن من الفوز على الكوكب المراكشي ليرتقي للمركز الثالث، على بعد 4 نقاط من المتصدر، كما حدا فريق حسنية أكادير حدوه، وانتصر على سريع زواد زم، لينفرد بالمركز الثاني، على بعد 3 نقاط فقط من المتصدر.صراع الهبوط : من يلتحق ب”الراك” ؟بعد هزيمته، الأحد الماضي، على ملعبه وأمام جمهوره من فريق نهضة بركان، يكون فريق الراسينغ البيضاوي المعروف اختصارًا ب”الراك “، قد ودّع رسميًا قسم الأضواء، وهو الذي صعد له هذا الموسم فقط، فالممثل الثالث لمدينة الدارالبيضاء، تكبد الهزيمة رقم 16 له، ليضمن بذلك بقاءه في قعر الترتيب، ويغادر نحو القسم الثاني، قبل ثلاث جولات من النهاية.وبمجرد الإطلالة على جدول الترتيب، سيلفت أنظارنا الفارق المتدني بين صاحب المركز قبل الأخير، والمركز العاشر، والمحدد في 3 نقاط فقط، أي أن 6 أندية، مرشحة لمغادرة قسم الأضواء، هذا الموسم، خلال الجولات الثلاث المتبقية من البطولة. التونسي كمال الزواغي، مدرب فريق شباب أطلس خنيفرة (أحد الأندية المهددة بالهبوط)، قال إن جميع الحظوظ متساوية، بين الأندية الستة، المرشحة لمغادرة قسم الكبار. وأضاف الزواغي في حديثه للأناضول، أنه من الصعب التكهن بالفريق الذي سيرافق “الراك” للدرجة الأدنى. موضحا بعد مباراة فريقه، الأحد، أمام الجيش الملكي، “مستوى الفرق في أسفل الترتيب متقارب جدًا، وكذلك الأمر بنسبة لنقاطها، لحسن حظنا لسنا وحدنا من نصارع، بل نحن 6 أندية تتعذب من أجل تفادي النزول للقسم الثاني”. وأشار أيضًا “العامل البدني مهم للغاية في الجولات الثلاث الأخيرة، سنتعرف على الفرق التي أعدت نفسها بشكل جيد على المستوى البدني، لكن التحضير الأهم في هذه الظروف، التحضير الذهني والنفسي، من سيركز أكثر فيما تبقى، هو من سيضمن البقاء في قسم الكبار”. وأكد المدرب التونسي “قلت للاعبين، الأسبوع الماضي، لقد وصلت لتوي للمغرب، والبطولة الحقيقية، انطلقت بالنسبة لنا اليوم، وسنلعب خلالها، 4 مباريات فقط، علينا أن نظفر بسبع نقاط، أمّا تتويجنا الحقيقي فسيكون عندما نضمن البقاء في قسم الكبار”.مشاكل الوداد والرجاء سبب هذه “الزحمة” في المقدمة أرجع مصطفى الحداوي، لاعب المنتخب المغربي السابق، ونجم فريق الرجاء البيضاوي، في فترة التسعينيات، سبب هذه “الزحمة” في المراكز الأولى، وتنافس عدد كبير من الأندية على اللقب، إلى البداية المتعثرة لقطبي الدارالبيضاء، الوداد والرجاء بسبب مشاكلهما. وقال الحداوي في تصريح للأناضول، “الرجاء البيضاوي شهد العديد من المشاكل المالية والإدارية بداية الدوري، كذلك الأمر بالنسبة للوداد، الذي عانى من مشاكل تقنية بعد تغيير مدربه السابق، الحسين عموتة، إضافة إلى مشاركته في العديد من المنافسات الأخرى خاصة كأس العالم للأندية والمنافسات القارية”. وتابع الحداوي قائلا “هذه المشاكل، بالإضافة إلى تراجع نتائج فريق الجيش الملكي، والفرق التقليدية المنافسة على اللقب، هي التي جعلتنا نعيش هذه الوضعية الغريبة”. وأردف قائلًا “لا يجب أن نغفل أيضًا، أن هناك تكافؤ بين العديد من الأندية اليوم في البطولة، والتي تتوفر هي الأخرى على لاعبين من مستوى عال، كما أصبحت تستعد جيدًا للموسم الكروي، من خلال معسكرات تدريبية خارج البلاد، إضافة إلى أن عددًا من الأندية تجتهد بشكل كبير في سوق الانتقالات، وتتعاقد مع لاعبين ومدربين على مستوى عالٍ جدٍا”. وبشأن الفريق الذي يرشحه، للتتويج باللقب، قال الحداوي “كما تشاهد في جدول الترتيب، الكل ما زال يملك الفرصة، كنت أرشح في البداية اتحاد طنجة، لكن أندية أخرى دخلت على الخط، ومن الصعب جدًا التكهن بالفريق الذي سيفوز بالدوري”. *وكالة انباء الاناضول