في خرجة كوميدية جديدة، يبدو أن الرئيس الجزائري المنتهية ولايته، عبد المجيد تبون، لم يجد ما يعزف عليه في حملته الانتخابية سوى "النغمة" القديمة: العداء للمغرب. ففي تجمع انتخابي بولاية وهران، أكد تبون بأسلوبه الرنان والمعتاد أن الجزائر "لن تنسلخ من جلدها"، إذا تخلت عن دعمها لجبهة البوليساريو، كأنما مصير الأمة الجزائرية بأسرها مرتبط ببقاء هذه الأطروحة الهزلية. يا لها من طريقة مبتكرة لكسب أصوات الناخبين! يبدو أن تبون قرر أن يلعب ورقة "الوطنية الزائفة"، ويظهر بمظهر الحامي الشجاع الذي يقف في وجه "الخطر المغربي"، على الرغم من أن التحديات الحقيقية التي تواجه بلاده تبدو أكثر تعقيدًا من مجرد الانخراط في مسرحية العداء التقليدية هذه. المراقبون يرون أن هذا الخطاب العدائي ليس سوى جزء من لعبة تبون السياسية، حيث يحاول بذلك التمسك بالكراسي وتحقيق الرضى من صقور المؤسسة العسكرية. نعم، لا شيء يضاهي شعور "الرجولة" عند الجنرال سعيد شنقريحة وهو يسمع تبون يتحدث عن "عدم الانسلاخ من الجلد"، ربما تبون يعتقد أن هذا النوع من الخطابات هو مفتاح بقائه على رأس السلطة. ومن المثير للسخرية أن هذه التصريحات تأتي في وقت يمد فيه المغرب يده بسلام، مثلما فعل جلالة الملك محمد السادس في عدة مناسبات، داعيًا إلى تجاوز الخلافات وبناء جسور الثقة بين الشعبين الشقيقين. لكن يبدو أن القيادة الجزائرية تعيش في زمنها الخاص، حيث العداء المجاني هو المحرك الوحيد لعلاقاتها الخارجية. في النهاية، يبدو أن الحملة الانتخابية لتبون ليست سوى عرض مسرحي مليء بالتهريج السياسي، حيث تتصدر أجندتها القديمة الجديدة: "العداء للمغرب". هل هذا هو السبيل لكسب ولاية جديدة؟ يبدو أن تبون يعول على "نظرية الاستفزاز" كمفتاح سحري، لكنه ربما ينسى أن العالم قد تغير، وأن الشعوب باتت تبحث عن القادة الذين يتحدثون بلغة المستقبل، وليس أولئك الذين يرددون شعارات الماضي.