بكثير عشق ووفير حب، يواصل الصديق الأستاذ رشيد الحديفي سبر أغوار الذاكرة المنسية، ويقلب بنهم شديد أكوام الأرشيف التي علاها غبار النكران والإهمال، سعياً منه إلى استرجاع أهم الأحداث وبعث ذكرى أهم النجوم من تحت الرماد الساخن الذي يغطي مساحة شاسعة من عمر كرة القدم الذي يربو على 100 عام، في المدينة العالمية الأولى: طنجة العالية بأهلها الذين ردموا كل أسوار الحيطة والعزلة والحذر، أمام البراني وفي غنى عن الجواني... والأجمل في هذا، والذي سيأتي، إصرار الزميل رشيد على جمع ''100 عام من كرة القدم بطنجة: أهم الأحداث وأبرز النجوم" بين دفتي كتاب.. وهي خطوة جيدة وسعي مشكور، خاصة وأن خصاصنا من المادة المكتوبة في هذا الباب فادح، وفادح جداً. وحسب علمي المتواضع، إذا ما استثنيت بعض المساهمات النادرة في صحف ومجلات منتثرة هنا وهناك، لم أعثر في أي من مكتباتنا العامة والخاصة على كتاب في الموضوع، سوى: - كتاب "نشأة المسرح والرياضة بالمغرب" للأستاذ المرحوم عبد القادر السحيمي. - كتاب "العارضة" لجميل الذكر قيدوم حراس المرمى سي عبد القادر البزوي. - كتاب "ذاكرة كرة القدم في الشمال" للصديق الأستاذ محمد العسري. ولذلك فإن الاقدام على هذه الخطوة هام جداً لاستدراك ما يمكن استدراكه. وإن إصدار كتاب عن الرياضة الأكثر شعبية في مدينة طاعنة في التاريخ والجغرافية والأسطورة من طرف ليس ميسراً للجميع، غير أن مبادرة رشيد الحديفي محفوفة بأسباب النجاح، منها: - أولاً، وكما سبقت الاشارة فإن توفر عنصر اللوعة يذكي عناصر الرغبة وقوة ركوب الصعاب وتجاوز المطبات والموانع والصعوبات المادية والمعنوية... - ثاني هام، إننا إزاء أستاذ مجرب، له من فيض اللغة ولآلئ العبارة ومخزون ذخيرة البيداغوجية ما يجعله ينساب مع لذة القراءة إلى شريحة واسعة من المتلقين، وهذا عنصر لا ينبغي أن نغفله في باب تأليف الكتب. - ثالثاً، وهذا مهم أيضاً، فإن الصديق رشيد لم يجئ إلى الصحافة الرياضية من المدرجات أو من رصيف الرياضة، وإنما جاءها من عقر الملاعب الرياضية، كواحد من الذين عاشوا فترة ذهبية، كانت الكرة تجري وتدور في جميع الملاعب والساحات والباحات والأزقة، إن لم أقل داخل البيوت وفوق السطوح... وتستمر الحياة الكروية، ويستمرالنقاش، ونستمر بوجودكم. - نلتقي !