تعبش العديد من شوارع وأحياء مدينة طنجة، على إيقاع تدابير واسعة تباشرها السلطات المحلية، لتحرير الملك العمومي من هيمنة الباعة الجائلين، الذين تتهمهم الجهات المسؤولة بالتسبب في عرقلة حركة السير والجولان وتشويه جمالية الفضاء العمومي. وسعرت أجهزة السلطات المحلية، خلال الأيام الأخيرة، من حملاتها على مستوى عدد من المناطق الشعبية، التي تعرف نشاطا متزايدا للباعة المتجولين الذين يفترشون الأرصفة والطرقات العمومية، حيث تمت مصادرة بضائع بعض هؤلاء "الفراشة" المصرين على مزاولة نشاطهم بالرغم من تعليمات رجال السلطة بضرورة الانصراف عن المكان. كما قامت أجهزة السلطة بهدم مجموة من البراريك والأكواخ التي يتخذها اباعة المتجولون كمحلات لمزاولة نشاطهم على الأرصفة، مثلما حصل على مستوى حي "بئر الشيفا" التي عاشت أوسع الحملات ىىتي قامت بها السلطات المحلية في هذا الإطار. وتؤكد مصادر مسؤولة في ولاية طنجة، اعتزام مصالحها المضي في هذه التدابير الرامية إلى منع كل أشكال الاستغلال غير المشروع والفوضوي للفضاء العمومي في المدينة. ويأتي اتساع نطاق التحركات التي تنفذها السلطات العمومية ضد الباعة المتجولين، تزامنا مع قيام مجموعة من ممتهني هذا النشاط المهيكل بتأسيس جمعية مهنية تعنى بالدفاع عن مصالحهم وحقوقهم. ويروم مؤسسو الجمعية، التي حملت اسم "معية الوحدة والتضامن للباعة المتجولين"، إلى الانخراط في الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية والمؤسسات المهنية المنتخبة، لتنظيم الأنشطة التجارية غير المهيكلة. ويؤكد مسؤولو الجمعية، تبنيهم لخيار التعاون مع كافة الهيئات والمؤسسات المعنية بالقطاع التجاري، من أجل استفادتهم من نموذج تنظيمي يضمن لهم حقوقهم في كسب لقمة العيش. وينسجم تأسيس هذه الجمعية مع التوجه الذي تتبناه غرفة التجارة والصناعة والخدمات، التي سبق لمسؤوليها مرارا التأكيد على ضرورة إدماج فئة الباعة المتجولين في النسيج الاقتصادي، بما يخدم أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبما يحفظ كذلك حقوق الفاعلين في القطاع التجاري المهيكل.