استعانت السلطة المحلية بمدينة سيدي سليمان بالقوات العمومية لمواجهة احتجاجات مجموعة من الباعة المتجولين المعروفين ب"الفراشة" والتصدي لمحاولاتهم باستغلال شوارع وسط المدينة وأزقتها لعرض سلعهم رغم الحملة التي تشنها منذ فترة لتحرير الملك العام. وشهد شارع "العروبة" إنزالا أمنيا لافتا للنظر، بعدما قرر الباعة المتضررون من قرار الإخلاء تنظيم وقفة احتجاجية في عين المكان، دعت إلى خوضها جمعية "التكافل لبيع الملابس الجاهزة" بسيدي سليمان، لإثارة انتباه المسؤولين إلى معاناتهم وإرغامهم على الاستجابة لما يعتبرونها مطالب مشروعة لهم، حيث رابطت سيارات الشرطة والقوات المساعدة في محيط الشارع المذكور استعدادا للتصدي لأي انفلات أمني. ويأتي هذا التوتر في أوساط الباعة الجائلين بعد رفض السلطات السماح ل"الفراشة" بمزاولة نشاطهم التجاري بالشارع العام، وهو ما جعل الباعة يثورون غضبا على هذا الإجراء، الذي اعتبروه تعسفيا خاصة في غياب بديل آخر يسمح لهم باستعمال بعض الأماكن والفضاءات الأخرى لممارسة أنشطتهم، وهو ما جعلهم منذ أسابيع في شد وجذب مع السلطات المختصة. وأعلنت الجمعية المذكورة، وفق ما جاء على لسان رئيسها، تشبثها بسلمية احتجاجاتها رغم الاستفزازات التي يتعرض لها الباعة الجائلون، معتبرة أن الحل الذي تقترحه السلطة المحلية بنقلهم لأحد الأسواق المخصصة لبيع الخضر بحي "أولاد مالك" لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يتم تطبيقه على أرض الواقع، نظرا لبعده عن وسط المدينة وضعف تجهيزاته، مبدية في الوقت نفسه استغرابها الشديد من الجهات المعنية التي فرضت على "الفراشة" الالتحاق بسوق مخصصة لبيع الخضر والفواكه دون أدنى مراعاة لطبيعة أنشطتهم التجارية. من جانبه، حذر جلال كني، ناشط حقوقي، عامل إقليمسيدي سليمان من تفاقم الأوضاع بسبب قرارات غير محسوبة العواقب، وهو ما يهدد، في نظره، السلم الاجتماعي بالمدينة، نظرا للغياب الكلي لفرص الشغل، مناشدا في الوقت نفسه السلطات المحلية بضرورة فتح حوار جاد ومسؤول مع هذه الفئة، وإيجاد حلول ولو بديلة لهم، معربا في الوقت نفسه عن استيائه من تهرب باشا المدينة بالنيابة من الجلوس على طاولة الحوار مع تلك الفئة، وإخلال قائد المقاطعة الحضرية الأولى بالتزامه بفتح مفاوضات جادة مع هؤلاء الباعة.