حذر عدد من المتتبعين للشأن الصحي بمدينة طنجة، من تردي الأوضاع بمركز بوعراقية لمحاربة داء السل والأمراض التنفسية بعاصمة البوغاز، ومن المشاكل العديدة التي يعاني منها وتأثيرها على جودة الخدمات المقدمة. وأكد هؤلاء، على أن ظروف الاستقبال بالمركز المذكور سيئة جدا بسبب غياب شروط السلامة الصحية وشدة الاكتظاظ، وانعدام التهوية داخل فضاءاته. ويشكل هذا الوضع، وفق المصدر ذاته، خطرا مستمرا على المرضى غير المصابين بداء السل، والذين يتم تجميعهم بكثافة عالية في مكان ضيق ومغلق وسط المصابين بعدوى داء السل. وتظهر الإحصائيات الرسمية برسم سنة 2021 (آخر بيانات متوفرة)، أن جهة طنجةتطوانالحسيمة، تتصدر جهات المملكة في عدد الإصابات بهذا الداء، إذ يبلغ معدل الحالات المسجلة ما يفوق 100 حالة لكل 100 ألف نسمة. وفي المرتبة الثانية، تأتي جهة الرباط- سلا- القنيطرة، ولاسيما مدينة سلا، التي يبلغ فيها عدد الحالات 100 لكل 100 ألف نسمة، ثم جهة الدارالبيضاء- سطات في المرتبة الثالثة ب 98 حالة لكل 100 ألف نسمة. وبخصوص العوامل التي تزيد من انتشار المرض، تبرز الخبيرة والأخصائية المغربية في أمراض الجهاز التنفسي، زبيدة بوعياد، أنه " في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار، سيغير الكثيرون محلات سكناهم نحو مساكن أكثر اكتظاظا، وستتراجع جودة التغذية، كما سيضطر الكثيرون إلى الانتظار طويلا قبل التوجه إلى الطبيب لتشخيص الإصابة بداء السل.". ومن بين العوامل الرئيسية التي تزيد من تفشي المرض، تضيف الدكتورة بوعياد" هناك التدخين، فالإنسان المصاب بداء السل ينفث عند تدخينه السيجارة أو الشيشة في الأماكن المغلقة دخانا يحمل جرثومة السل التي تنتشر بسرعة كبيرة وسط المحيطين به، وهو الأمر الذي يفرض ضرورة مكافحة التدخين في الأماكن العامة".