إلى نفحة الخزامى.. إلى الفنانة سيليا اشربيني أيتها القهوة. أنا الفم الذي فاض منه اللسان.. وصار بللاً في كأس العطش.. كأسك يا وطني. (يا وطني الغالي يا وطني...). ماذا لو بللت شرايين المقهى الذي سكنني زمناً وسرق مني تويج العمر؟ أنا في عاركم، يا رجال الله (رجال البلاد)! صبيبي زاد.. ولا من يدلي بدلوه في هذا الشلال الذي يجري مني "عَقْبة".. أسباب الصعود صعيييبة.. وباب السقوط قريييبة.. أنت أوحلتها.. فكها أنت. أيها الرائد الذي يروض نحنحته، الزم زاويتك ولذ بالسكوت، ولا تغريك الديكة إذا (صاحت). قهوتك سوداء.. صحيفتك بيضاء.. وسيرتك في الميزان، تطلع وتهبط، تزيد وتنقص، وكل شراب على لسان العطش.. طشْ.. شْ.. شْ. اشربيني أيتها السيجارة، أنا الصدر الذي ضاق به الوسع.. وصار قبضة هواء في كف الشهيق.. هيقْ.. اخطب ودّي أيها السابح في اللامعنى.. أضناني البحث في المعاني. هاذا الماثل أمامي يصلبني. مزقني أيها الغائب عني.. شتتني.. قسمني على أصابع الأوتار.. وزعني على ربوع البياض. يا سحابةً في حيينا القديم، خبّريني عن الذين كانوا.. عن الذين خرجوا ولن يعودوا.. آه من غيابكم في عز اليباس.. زمننا غادر، لم يجُد بمثل ظلكم. أيتها الشاهدة على قبر أيامنا الراحلة، يا ابنت شجرة الحياة، قولي لهم: الخزامي في مهب الريح، صارت.. وسكاكين الأكلة تُشحذ لها.. ورؤوس الأزهار في قبضة الحديد المسوس.. انكسرت الكأس واندلقت القهوة في حجر السواد.. أخشى على خريطة وطني من وقع البلل.. البلل.