أثار تنفيذ قرار جماعي، بإغلاق برج "القريقية" الشهير في مدينة أصيلة، في وجه الزوار والسياح بدعوى إنجاز عمليات ترميم، حالة من الغضب في أوساط المهنيين والفاعلين في مجال السياحة، معتبرين أن هذا الإجراء من شانه أن يدق مسمارا جديدا في نعش القطاع السياحي بالمدينة التي تعيش أزمة خانقة في ذروة الموسم الصيفي. واستقبل العديد من المهنيين، قرار المجلس الجماعي، بإغلاق هذا البرج الذي يشكل معلمة أثرية تستقطب المئات من الزوار والسياح بشكل يومي، بحالة من الاستغراب والذهول، واصفين إطلاق هذه الإصلاحات في هذا التوقيت من العام، بأنه "ضرب من العبث" على اعتبار انعكاساته السلبية على القطاع السياحي والحياة الاقتصادية في المدينة. ويعتبر برج "القريقية"، الذي يعود تاريخه إلى الحقبة البرتغالية، معلمة تاريخية وسياحية، إذ أن إطلالته الفريدة على المحيط الأطلسي، يستهوي بشكل يومي مئات من سكان المدينة وزوارها، للاستمتاع بمنظر البحر ومشهد الغروب. وينظر فاعلون في قطاع السياحة بمدينة أصيلة، بنظرة تشاؤم كبيرة، إلى قرار المجلس الجماعي، الذي تم الشروع فيه بطريقة انفرادية دون القيام بأية بادرة تشاور مع فعاليات المجتمع المدني والهيئات المهنية في المدينة. حيث أن إغلاق هذا المعلم في هذا الفترة، من شانه أن يزهد السياح في زيارة المدينة، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم وضعية القطاع السياحي المتردية. وضع سياحي قاتم ويرسم الناشط الجمعوي، ياسين البوعناني، وهو مسير لإحدى الوحدات السياحية المعروفة في أصيلة، صورة قاتمة للموسم السياحي خلال الموسم الصيفي الجاري، قائلا في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية "القطاع السياحي يعيش أسوأ مواسمه هذا الصيف، جراء حالة من سوء التدبير واللامبلاة من طرف الجهات المسؤولة". ويوضح البوعناني، أن انتشار سماسرة الكراء العشوائي، التي لا تحرك السلطات المحلية إزاءها، بالإضافة إلى فوضى البيع الجوال، يجعل من الموسم السياحي خلال فصل الصيف، على كف عفريت. ويضيف المتحدث، أن المهنيين، سواء تعلق الأمر بأرباب وحدات الإيواء السياحي ومعهم أصحاب المطاعم وغيرهم، يعانون الأمرين، جراء تراجع أعداد السياح المقبلين على خدماتهم، ما يجعلهم عاجزين عن الوفاء بالتزاماتهم، فكيف بصيانة وتطوير معروضاتهم.