بعد ساعات من تطويق وإخماد الحريق الغابوي الذي اجتاح منطقة "الجبل الكبير" بمدينة طنجة، على مدى ثلاثة أيام كاملة، تواصلت ردود الفعل الغاضبة من التعاطي الذي أبدته مصالح السلطات المحلية، إزاء هذا الحادث المأساوي، مع مطالبة السلطات والمنتخبين، بإجراءات من شانها حماية هذه المنطقة المنكوبة. ومن ضمن هذه المواقف، ما سجله مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، من " استصغار السلطات للحريق في بدايته و عدم ايلائه الأهمية المطلوبة"، معتبرا أنه كان من الممكن محاصرته والقضاء عليه في الساعات الأولى من مساء الجمعة أو خلال صبيحة يوم السبت، خاصة أن الغابة قريبة من المصادر اللوجيستيكية للإطفاء. " لكن مع توالي الساعات وتمدد المساحات التي شملتها النيران لوحظ غياب المواكبة الكافية و الاكتفاء بالامكانيات المحلية المحدودة و الضعيفة، مع منع المواطنين من تقديم المساعدة التطوعية."، يضيف المرصد، وفق مال جاء في بيان له، تتوفر جريدة طنجة 24 الإلكترونية. واعتبر المرصد المدني، أن فداحة هذه الحرائق وتعدد مواقعها تطرح علامات استفهام كبرى. مسجلا "بأسف كبير عدم مسارعة الهيئات المنتخبة و ولاية طنجة و مندوبية المياه و الغابات إلى الخروج بمواقف رسمية حازمة و واضحة و قاطعة عبر اتخاذ ما يناسب من إجراءات لوقف النيران و المبادرة إلى طمأنة الساكنة حول مستقبل هذه الغابة.". وذهب ذات المصدر الجمعوي، إلى أن من تعاطي الإدارات العمومية من ولاية و مندوبية المياه والغابات و محاربة التصحر والوقاية المدنية، لم يعر هذه "الكارثة" على حد تعبيره، الاهتمام الكبير في لحظاتها الأولى و عدم مواكبة الحريق بما يلزم من إجراءات. مستهجنا " صمتها المطبق و رفضها تقديم المعلومات الضرورية بهذا الخصوص." ودعا المرصد، المجالس المنتخبة من مقاطعة طنجةالمدينة و المجلس الجماعي لطنجة و مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة كل في مجال اختصاصه إلى تحمل مسؤوليته الكاملة في هذا الخصوص. مطالبا بالتزام "واضح ومعلن بضرورة إعادة التشجير الشامل للمنطقة المنكوبة في أقرب الآجال مع ضرورة نزع الملكية من الخواص و تحفيظ الغابة كملك للدولة المغربية." كما أكد على ضرورة الإسراع بإخراج المخطط الجهوي للمناخ و تضمين جزء منه لتناول مسألة حماية الغابات من الحرائق ضمن وسائل التكيف و الملائمة. وختم مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، دعوته لأبناء مدينة طنجة، إلى إطلاق مبادرة ميدانية بتعاون بين جميع المؤسسات والفعاليات بالمدينة لتشجير المنطقة كتدليل على إرادة أبناء المدينة و تشبثهم بغابتها و ذلك وفاء لتعاقد مبدئي يجعل من "غابات طنجة خط أحمر"