لليوم الثالث على التوالي، ما تزال النيران تحصد المزيد من الثروة الغابوية بمنطقة "الجبل الكبير"، بعدما امتد الحريق الهائل الذي شب صباح أمس السبت، بغابة "مديونة"، إلى مناطق مجاورة، في الوقت الذي دعت فيه فعاليات جمعوية إلى إعلان حالة الطوارئ نتيجة هذا الوضع الذي وصفته بأنه "كارثة". وأمام غياب شبه تام لمسؤولي مدينة طنجة، باستثناء الوالي محمد اليعقوبي، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجةتطوانالحسيمة، عمر مورو، تواصلت جهود فرق التدخل، في محاولة لإخماد هذا الحريق المهول، الذي أتى على مساحات واسعة من غابة "مديونة" و"غابة السلوقية"، منذرا بخسائر أكبر بمنطقة "الجبل الكبير". وفي ذات الأثناء، دق مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، ناقوس الخطر من استمرار الحرائق و انتقالها الى مناطق غابوية جديدة ووصولها الى السلوقية، معتبرا أن الأمر يمثل " كارثة بكل المقاييس". وقال المرصد، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، بأنه " يتابع هذه التطورات الخطيرة راصدا الظروف الصعبة لإشتغال الفرق الميدانية التي تعمل باستماتة لمحاصرة الحرائق. " محذرا من أن النقص الفادح في التجهيزات و الإمكانيات و امام تباطئ في اعلان حالة الطوارء القصوى يهدد بان تأتي النيران على ما تبقى من غابات طنجة. ودعت ذات الهيئة الجمعوية، إلى الاعلان الفوري لحالة الطوارئ القصوى و استقدام تعزيزات وطنية لمواجهة النيران بشكل عاجل ، كما طالبت الولاية و مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة و جماعة طنجة بالالتزام العلني و الصريح ببرنامج استثنائي لإعادة تشجير جميع المناطق المحروقة و اتخاذ التدابير الوقائية ذات الصِّلة بالتنسيق مع باقي المصالح المعنية. وتبقى أسباب هذا الحريق الذي انطلقت شرارته الأولى من غابة "مديونة"، كثاني حاادث من نوعه خلال أسبوع، مجهولة حتى الآن، فيما تساهم رياح الشرقي التي تعرفها المنطقة، في اتساع رقعة انتشار النيران، مما يصعب مأمورية فرق التدخل المشاركة في محاولات تطويق النيران وإخمادها. وتفيد السجلات الرسمية لعام 2016 أن 422 حريقا نشبت في المغرب لكن السلطات تقول إن إجمالي مساحة المنطقة التي احترقت أقل بشكل ملموس عن نظيرتها في إسبانيا والبرتغال والجزائر. وعزت السلطات ذلك لجهود المراقبة والوقاية