تلقى العشرات من المتظاهرين المنتمين لهيآت ومنظمات حقوقية، وسط مدينة العرائش أمس الثلاثاء 13 يونيو، ضربات ولكمات، إنهالت عليهم من طرف عناصر الأمن التي طوقت المتظاهرين، محاولة منعهم من تنفيذ الوقفة الإحتجاجية التي دعوا لها تضامنا مع حراك الريف، وللدعوة لتنمية مدينة العرائش التي وصفوها بالمهمشة . ولم تكتف السلطات الأمنية التي نزلت بقوة وبشكل مباغت، بضرب المحتجين المسالمين، ولكن إعتقلت البعض، بلغ عددهم خمسة معتقلين، ينتمون للجنة الحراك المحلي، معظمهم يزاول نشاطا إعلاميا وحقوقيا، والذين كان من بينهم الناشط الحقوقي فؤاد الشقاف.،لكن ما لبثت السلطات أن أطلقت سراحه مع من كان معه، بعد إصرار المتظاهرين على عدم مغادرة الشارع إلا بمعية باقي المناضلين. هذا وشن أمنيون حملة شرسة لمنع الصحفيين والمواطنين من تصوير الأحداث. في المقابل تعرض عدد من أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لضرب مبرح نقلوا على إثره إلى المستشفى الإقليمي للا مريم، حيث خضعوا لعلاجات. وفي ردود الفعل قال محمد نوفل عامر رئيس الرابطة المغربية للشباب من أجل التنمية والحداثة، إن العرائش إستفاقت هذا الصباح على خبر غير سعيد، معتبرا ما حدث البارحة من منع للوقفة التضامنية أمرا مرفوضا، وأعلن تضامنه اللامشروط. وقال يوسف بنقاسم عن جمعية "دير يدك معانا من أجل العرائش" إن الوقفة التي كان من المزمع تنظيمها، سطرت ملفا مطلبيا، مضمونه الدعوة لإقامة مشاريع تنموية بالعرائش، في المجال الإجتماعي والثقافي والإقتصادي والحقوقي. بنقاسم ندد بما أسماه " التهميش الفظيع الذي تعانيه العرائش" واصفا المدينة بأنها "هامشية ومغضوب عليها". وكانت الجمعية الوطنية لحقوق الانسان، قد أصدرت بلاغا للرأي العام في وقت متأخر من ليلة أمس، أدانت فيه بشدة القمع و الإعتقالات التي تعرضت لها الوقفة التضامنية مع حراك الريف،. وطالبت الهيئة الحقوقية، اﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﻴد ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ، ﻭﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟكرﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ أﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ. وناشدت في ذات البلاغ الذي تتوفر جريدتنا على نسخة منه، كل القوى الديمقراطية والتقدمية، لتشكيل جبهة للدفاع عن الحقوق والحريات . من جهته حذر أشرف الطريبق ،المستشار عن بلدية العرائش، ورئيس مركز هسبريس للدراسات، من وضع مدينة العرائش على صفيح ساخن بعد " إستقواء قوى الأمن على نشطاء حراك العرائش" . وزاد الطريبق بأن لغة "الزرواطة"، لن تزيد المحتجين إلا صمودا وإصرارا.وإعتبر في تدوينة له على الموقع الإجتماعي الفايسبوك، بأن " التعليمات الأمنية الغبية، لن تؤدي إلا إلى كهربة الأجواء، وصب الزيت على النار". داعيا المتظاهرين إلى مزيد من الصمود