شارك المئات من المتظاهرين في وقفات ومسيرات احتجاجية متفرقة بعدد من المدن المغربية للتضامن مع حراك الريف الشعبي والمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين والاستجابة لمطالب السكان التي يعتبرونها مشروعة وعادلة. واحتشد مئات النشطاء وممثلي الفعاليات الحقوقية من مختلف المشارب السياسية أمام مبنى البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط، ليلة الإثنين، مرددين هتافات مناهضة للمقاربة التي اعتمدتها السلطات في مواجهة حراك الريف الشعبي، كما طالبوا برفع الحصار المفروض على المنطقة، كما طالب المحتجون برفع العسكرة عن مدن الريف التي أوفدت لها السلطات تعزيزات أمنية ضخمة منذ أسابيع . ورفع المحتجون أعلام الحركة الثقافية الأمازيغية والأعلام السوداء لحركة 20 فبراير الاحتجاجية، كما حضرت روح محسن فكري، بائع السمك الذي قضى طحنا داخل شاحنة لتدوير النفايات في مدينة الحسيمة في الوقفة، إذ ردد المتظاهرون شعارات حوله . وأكد أحد النشطاء في كلمة بالوقفة، أن عدد المعتقلين في حراك الريف الشعبي بلغ أزيد من 70 شخصا. بينما تقول السلطات ان عدد المعتقلين بلغ 22. ولم تخل المسيرة من مناوشات مع بعض الأصوات المعارضة لحراك الريف، حيث أوردت وكالة "إيلاف" أن متظاهرين على هامش الوقفة كانوا يرددون شعارات مناهضة لما يقوم به نشطاء الريف، كما منعت السلطات الأمنية الوقفة الاحتجاجية بالرباط من تنظيم مسيرة نحو وزارة العدل للتنديد بالاعتقالات التي تطال رموز وقادة حراك الحسيمة والمدن المجاورة. وفي مدينة طنجة، شارك المئات من المتظاهرين وقفة احتجاجية بساحة الأمم وسط المدينة، مرددين شعارات مناوئة للحكومة ومطالبين برفع العسكرة عن المنطقة وإطلاق سراح المعتقلين. وتدخلت القوات العمومية، لفض تجمع المحتجين الذين تجمهروا بساحة الأمم، في هذه الوقفة التي تمت الدعوة إليها من طرف فعاليات سياسية ومدنية، قبل أن تتمكن من احتلال الفضاء، ما حذا بالمتظاهرين إلى التجمع مجددا وسط الشارع العمومي، رافعين هتافات تؤكد على سلمية الاحتجاج، غير أن هذه الشعاراتلم تجد لها صدى في أوساط العناصر الأمنية الذي عادوا تدخلهم لتفريق المحتجين. بدورها شهدت مدينة الدارالبيضاء وقفة احتجاجية طالب فيها المتظاهرون برفع الحصار المفروض على المنطقة وإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن عددهم ومكان احتجازهم، محذرين الدولة من التمادي في المقاربة الأمنية، وطالبوا بالاستجابة للمطالب الاجتماعية المشروعة لسكان مدن الريف. وفي مدينة الناظور، خرج المئات من المحتجين في مسيرة تضامنية، دعت اليها لجنة الحراك الشعبي بالناظور، وانطلقت من ساحة التحرير لتجوب رحاب عدد من شوارع المدينة، على وقع شعارات تُندد بحملة الاعتقالات والمتابعات التي لحقت نشطاء الحراك بالحسيمة وكذا التضييق الامني الشديد على الخرجات الاحتجاجية. وخرجت تظاهرات احتجاجية أخرى هذه الليلة تضامناً مع حراك الريف، في كل من أزيلال و الفنيدق وبني ملال والقصر الكبير و أكادير و مرتيل وتزنيت وبركان ومدن أخرى، بالاضافة الى تظاهرات في عدة بلدات تابعة لاقليم الدريوش، وكذا في منطقة اكزناية التابعة لعمالة تازة.