أحال تدخل أمني ضد وقفة احتجاجية بطنجة، مساء الأحد، ساحة الأمم بوسط المدينة، إلى ساحة كر وفر بين القوات العمومية والمتظاهرين المشاركين في هذا الشكل الاحتجاجي الذي يأتي كتضامن مع المعتقلين على خلفية "حراك الريف"، الذي تشهده الحسيمة، منذ سبعة أشهر. وتدخلت القوات العمومية، لفض تجمع المحتجين الذين تجمهروا بساحة الأمم، في هذه الوقفة التي تمت الدعوة إليها من طرف فعاليات سياسية ومدنية، قبل أن تتمكن من احتلال الفضاء، ما حذا بالمتظاهرين إلى التجمع مجددا وسط الشارع العمومي، رافعين هتافات تؤكد على سلمية الاحتجاج، غير أن هذه الشعاراتلم تجد لها صدى في أوساط العناصر الأمنية الذي عادوا تدخلهم لتفريق المحتجين. كما تعالت هتافات قوية ذات شعارات تضامنية مع "حراك الريف" ونشطائه على رأسهم ناصر الزفزافي، المتواري عن الأنظار منذ صدور مذكرة اعتقال في حقه، بعد اتهامه بالتهجم على خطيب بأحد مساجد الحسيمة خلال خطبة الجمعة الأخيرة. حيث هتف المحتجون بشعارات من قبيل "كلنا الزفزافي"، " سلمية .. سلمية". وتضمنت الشعارات المرفوعة أيضا، مطالب بإطلاق سراح المعتقلين، على خلفية الأحداث المتفرقة التي سجلها "حراك الريف"، منذ انطلاقه نهاية أكتوبر المنصرم. وحتى مساء الأحد، وصل عدد الموقوفين في إطار المتابعات التي باشرتها السلطات القضائية في حق نشطاء "حراك الريف"، 22 شخصا، بعد إعلان النيابة العامة بالحسيمة، عن إيقاف شخصين، على أيدي الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وكانت النيابة العامة، قد اصدرت مساء يوم الجمعة الاخير مذكرة بحث و توقيف في حق ناصر الزفزافي زعيم الحراك المسمى "حراك الريف" وذلك بتهمة "التهجم على إمام مسجد الحسيمة أثناء إلقائه لخطبة الجمعة". كما أعلن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، أيضا، اعتقال 20 شخصا للاشتباه في "ارتكابهم جنايات وجنح تمس بالسلامة الداخلية للدولة، بجوار أفعال أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون"، يعود تاريخها إلى ما قبل سبعة أشهر، أي منذ انطلاق "حراك الريف".