تعيش مدينة الحسيمة، منذ ظهر اليوم الجمعة، حالة من الاستنفار الكبير، بعد واقعة الاحتجاج التي قادها ناصر الزفزافي، بأحد المساجد القريبة من مقر اقامته بالحي المعروف باسم "ديور الملك"، إذ مباشرة بعد احتجاجه، وتوجيه انتقادات واتهامات شديدة للخطيب الذي ألقى الخطبة، ولم ينهيها بفعل تدخل الزفزافي ورفاقه، استنفرت قوات الأمن عناصرها بمحيط الحي الذي يقطنه الزفزافي. وبعد مغادرة الزفزافي وأنصاره للمسجد، وتنظيمهم ما يشبه حلقية خارجه، وبروز قوات الأمن بالقرب من نافورة الميناء، اختفى الزفزافي لبعض الوقت، قبل أن يظهر من جديد من على سطح أحد المنازل، قالت مصادر محلية إنه منزل عائلته. وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه الزفزافي إلى أنصاره، تقدمت القوات العمومية نحو المحتجين، وحاولت تفريق احتجاجاتهم، حيث واجهها بعض المحتجين بالرشق بالحجارة. وقبل التدخل الأمني بلحظات وجه الزفزافي من على سطح المنزل ذاته، ما أسماه وصية إلى أنصاره، طالبهم فيها بالمحافظة على سلمية احتجاجاتهم، ليستمر الحراك، مشيرا إلى أن إعتقاله شرف له لأنه "لم يحمل سلاحا ولم يسرق شيء". وبعد تنفيذ قوات الأمن لتدخلاها، وتطويق المنزل المذكور، راجت أخبار على نطاق واسع، تفيد أن السلطات الأمنية اعتقلت الزفزافي، غير أن بعض رفاقه خرجوا قبل قليل مؤكدين أن "ناصر الزفزافي بخير" على حد تعبير نوال بنعيسى إحدى أبرز ناشطات الحراك. ويتجمهر في هذه الأثناء العديد من أنصار الزفزافي، بالقرب من الحي الذي يقطن فيه الزفزافي رافعين شعار "كلنا الزفزافي"، كما حضر إلى عين المكان محمد جلول المعتقل السابق. وتشهد الحسيمة في الوقت الراهن حالة من الإستنفار، حيث منعت القوات العمومية تقدم المحتجين المتضامنين مع الزفزافي نحو ساحة محمد السادس، حيث قامت بمنع مسيرة كانت متجهة إلى الساحة عبر شارع طارق بن زياد. إلى ذلك، كان الزفزافي، قد تدخل خلال خطبة الجمعة بالمسجد المذكور، واحتج بقوة على الخطيب الذي تحدث عن الفتنة في سياق استحضار الاحتجاجات التي تعرفها المنطقة، ودخل الزفزافي ورفاقه بسبب هذا التصرف في مشادات كلامية مع عدد من المصلين الذين عابوا عليه الاحتجاج داخل المسجد.