أعادت مصادقة المجلس الجماعي لطنجة لاتفاقية شراكة مع جمعية أخرى حديثة التأسيس، من أجل تدبير معهد موسيقي جديد، نفس الانتقادات التي سبق للجامعة اعتمادها في اختيارها لطريقة تدبير المركز الثقافي "أحمد بوكماخ"، قبل بعضة أشهر. وكان المجلس الجماعي لمدينة طنجة، قد صادق خلال الجلسة الأولى للدورة العادية المفتوحة برسم شهر ماي، على بنود الاتفاقية التي تعتزم توقيعها مع جمعية "مولاي أحمد الوكيلي"، تم تأسيسها قبل أقل من شهر وعهد برئاستها إلى الفنان نبيل أقبيب. وينص اتفاق الشراكة المصادق عليه من طرف أغلبية المجلس الجماعي، مقابل معارضة ممثلي فريقي حزب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، على تخصيص دعم مالي للجمعية الجديدة، نظير تسييرها لمعهد موسيقي يحمل اسم "معهد مولاي احمد الوكيلي"، نسبة لأحد رواد الموسيقى الأندلسية بمدينة طنجة. وبرر عمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، تمسك الجماعة بتجربة "مركز أحمد بوكماخ" مع معهد "الفنان أحمد الوكيلي"، بمجموعة من الإكراهات التي قد تعيق النشاط الثقافي في المدينة، متحدثا عن مقاربة تدبيرية في إطار مرحلة انتقالية في أفق تجاوز جميع المشاكل. موقف العمدة، جاء كتعقيب على انتقادات مستشارين من المعارضة، منهم من ذهب إلى اتهام الجماعة ب"استغلال الأسماء الشامخة في مدينة طنجة"، على غرار المستشار الجماعي حسن بلخيضر، عن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي انتقد أيضا إقصاء باقي الفعاليات الفنية في المدينة من حقها في تدبير المرافق الثقافية. أما زميله في نفس الحزب، أحمد الفليوي، فقد دخل في سجال حاد مع العمدة البشير العبدلاوي، على خلفية ما اعتبره "غموض" هذه الاتفاقية، التي ينص مشروعها على مساهمة مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة في تدبير هذا المرفق، مسجلا غياب أي تفاصيل عن هذه المساهمة، ما يقتضي من المجلس الجماعي رفضها وعدم المصادقة عليها. غير أن العمدة العبدلاوي، انتقد بشدة ما وصفه ب"تطاول" الفليوي على اختصاصته كرئيس للمجلس، حيث أكد أن موضوع المعهد كان محور لقاء جمعه برئيس مجلس الجهة إلياس العماري، الذي التزم معه بالمساهمة في تدبير المرفق، في إطار توجه للمجلس الجهوي بدعم المرافق الثقافية على صعيد الجهة. ولم يذهب المستشار حسن السملالي، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، بعيدا عما ذهب إليه باقي زملائه في المعارضة، معتبرا أن الجماعة تتجه لتكرار نفس الخطأ الذي وقعت فيه في موضوع مركب "أحمد بوكماخ". ونبه إلى أن احترام مبدأ التشاركية وتكافؤ الفرص بين جميع الفعاليات الثقافي بالمدينة، سيغيني الجماعة عن الانتقادات التي سبق أن تلقتها.