في الوقت الذي لم تهدأ بعد فيه عاصفة الانتقادات الموجهة لمسؤولي الجماعة الحضرية على خلفية سوء تنظيم حفل افتتاح المركب الثقافي "أحمد بوكماخ" وما رافقه من انتقائية في توزيع دعوات الحضور، يبدو أن العمدة محمد البشير العبدلاوي وذراعه الأيمن محمد أمحجور، أمام فضيحة مدوية، تتمثل في حجم التكاليف المالية التي استنزفها هذا الحفل الذي كان من أبرز سماته، مقاطعة والي طنجة محمد اليعقوبي له. ووصلت تكلفة هذا الحفل المثير للجدل، استنادا إلى معطيات دقيقة حصلت عليها جريدة طنجة 24 الإلكترونية، إلى مبلغ خيالي قدر بنحو 400 ألف درهم، شملت تعويضات فنانين ومثقفين تولوا تنشيط فقرات الأمسية، حسب مصادر متطابقة وجيدة الإطلاع. وتشير ذات المعطيات، إلى أن الفنان نعمان لحلو، تسلم لوحده مبلغا ناهز 100 ألف درهم، نظير غنائه فوق منصة المركب، لفترة لم تدم أكثر من ساعة، فيما توزعت باقي القيمة الاجمالية على فنانين آخرين، من ضمنهم الفنانة كريمة الصقلي، إلى جانب فرقتين موسيقيتين، تم الاستعانة بهما لمصاحبة الفنانين المشاركين في الحفل. ومن الملاحظات التي سجلها أحد المهتمين بالمجال الفني، هو استدعاء الفرقتين الموسيقيتين، في الوقت الذي كان من الممكن الاكتفاء بمجموعة واحدة، معتبرا ذلك تبذيرا غير مبرر للمال العام من طرف مسؤولي الجماعة الحضرية، الذين طالما تغنوا بشعارات من قبيل ترشيد النفقات والحكامة الجيدة. وفي مقابل السخاء الذي أبانت عنه الجماعة الحضرية لطنجة، اتجاه الفنانين المشاركين في إحياء حفل افتتاح مركز "أحمد بوكماخ"، الذين ينحدر جميعهم من مدن مختلفة، فقد لاحظ عدد كبير من المتتبعين، تغييبا كليا للفعاليات الثقافية والفنية المحلية، الذين وجد الكثير منهم نفسه عرضة لأشكال من الإهانة لدى ولوجه للمركز، بينهم الإعلامي أحمد إفزارن الذي أكد أنه كان من أول الممنوعين من دخول المركز، لولا تدخل من طرف الكاتب العام للجماعة الحضرية. وعلق إفزارن على هذه الإهانة من خلال تدوينة على صفحته الشخصية بموقع الفيسبوك " رحم الله أحمد بوكماخ.. لو حضر مساء أمس (مساء السبت 22 أكتوبر)، مركب الثقافة الذي يحمل اسمه بطنجة، لكان أول المستنكرين لما فعلت ثلة من المسؤولين.. لقد منعوا من الدخول إعلاميين، كتابا، وحتى فنانين.. وفسحوا المجال "لمناضلين ومناضلات"، في إشارة منه إلى أتباع حزب العدالة والتنمية، الذين كان لهم النصيب الأوفر من دعوات الحضو لهم ولأطفالهم، الذين احتلوا الصفوف الأمامية، مستعينين بحراس أهانوا بكل ما أوتوا من وسائل كل من اقترب من من كراسي المستشارين والأعضاء، تحت ذريعة تنفيذ التعليمات. ويرى متتبعون للشأن المحلي، أنه في انتظار مطالبة أعضاء المجلس الجماعي المحسوبين على المعارضة بجرد لمصاريف حفل الافتتاح. تبقى أحداث السبت الماضي، من سيئات مكتبه المسير، والذي اقتحم الثقافة بجلباب السياسة، مفسدا ما انتظرته ساكنة المدينة من افتتاح يليق ب "أحمد بوكماخ" الذي دفنته طنجة مرتين