باتت تدخلات نائب عمدة طنجة محمد أمحجور تثير الكثير من التساؤلات بين أوساط المتتبعين بالمدينة بسبب المشاكل التي ورط فيها العمدة نفسه، واطر حزب العدالة والتنمية خصوصا مع عدد من فعاليات المجتمع المدني والثقافي والفني والجسم الإعلامي بالمدينة. النائب القادم الجديد لمدينة البوغاز، والذي يوصف ب"عملاق" الجماعة الحضرية، بصم بقوة العناد على أولى أبجديات التحدي والإقصاء، هذه الأبجديات أطلق لها العنان بعد أشهر بعد تعيين العمدة البشير العبدلاوي لفريقه على رأس مجلس مدينة طنجة، وتمت تزكيتها في حفل افتتاح المركب الثقافي الجديد "بوكماخ" بالمدينة مساء أمس السبت ، وهو المركب الذي ختم سجلا من المصائب التي توالت عليه من كل جذب وصوب منذ قرار إنشاءه على ارض تم اقتناءها بطريقة مشبوهة قبل سنوات . دخول بالدعوات والإيماءات لعل من حضر حفل افتتاح المركب الثقافي لمدينة طنجة بالأمس سيتذكرون الطريقة التي زج بها العمدة ونائبه أمحجور المدينة كلها في غياهب التشويه، مرد ذلك تحويل الحفل الى صالون فني بنكهة سياسية خاصة فقط بقطب حزب العدالة والتنمية، وهو الأمر الذي انتبه له الوالي اليعقوبي حينما رفض الحضور، وأرسل كاتبه العام بعد ساعتين ونصف من الانتظار ، كما غاب مدير وكالة تنمية أقاليم الشمال. التهميش تبلور أيضا في الصور التي توضح التغييب المقصود من لدن العمدة ونائبه لعدد من الفاعلين في المجال الفني والثقافي ناهيك عن الفاعلين في المجال الإعلامي بمدينة طنجة عن حفل افتتاح المركب . أمحجور والعمدة وزعا صكوك الاستقبال على الطائفة السياسية التابعة لحزبهما ، حتى خيل لكل من ولج القاعة أن الأمر يتعلق بمهرجان خطابي لحزب العدالة والتنمية ، ولو حظر الدكتور نجيب بوليف لكان الأمر فعلا مهرجانا خطابيا بامتياز . كان الدخول للمركب الثقافي بالدعوات وبالإيماءات أيضا ، تدخل سعيد كوبريت ألف مرة ، وتدخل أمحجور ألفي مرة ، وتدخلت وداد بنموسى المديرة المعينة مرات ومرات ، تدخلات كانت تتجه صوب قبول من يقف بالباب أو رفضه ، لدرجة أن النائب الإقليمي لوزارة الثقافة انتظر أكثر من 10 دقائق أمام البوابة المكتظة بأفراد جمعيات تابعة للحزب ، فيما لم تسنح الفرصة لرئيس اتحاد كتاب المعرب عبد الرحيم العلام في الدخول إلا بتدخل خاص . الإعلاميون والمثقفون وفق المقاس تم بقدرة قادر انتقاء الإعلاميين ومراسلي الإذاعات الخاصة وصحفيي مدينة طنجة بالطريقة التي أريد لها أن تكون من لدن العمدة ونائبه الذي اتصل بصحافيين عبر رقمه الهاتفي الخاص ، فيما إعلاميون آخرون ومؤسسات إعلامية نالت حظها من الإقصاء المباشر والمقصود.
الجماعة الحضرية التي قالت أنها اتصلت بجميع الصحافيين بالمدينة وقعت في فخ البهتان خصوصا بعد أن أدرك العمدة أن غياب الصحافيين والإعلاميين عن حفل الافتتاح كان له وقع خاص ، كيف لا وقد قال في كلمة له بالمناسبة كلمات تؤكد انه أومأ أن الدعوات لم تصل لمكانها وأشخاصها الحقيقيين . حفل افتتاح المركب بصم أولى بصمات الإقصاء ليس فقط على الإعلاميين ، ولكن تحولت المناسبة الى إبعاد ملموس لعدد من المثقفين والسينمائيين والفنانين والتشكيليين أبناء مدينة طنجة الذين لم يحضروا الحفل بسبب عدم تلقيهم دعوات خاصة ومباشرة من لدن الجماعة الحضرية ، عدد منهم عبروا في تصريحات لجريدة طنجة 24 الالكترونية أن الأمر خزي ووصمة عار على المسئولين وعلى رأسهم عمدة المدينة البشير العبدلاوي ، الذي لطالما غرد في مناسبات عديدة بمثقفي المدينة وبدورها المتميز على الساحة الوطنية . صور الفوضى لم يكن الإعلاميون والمثقفون فقط، في حفل افتتاح المركز الثقافي بوكماخ ،مساء أمس السبت، وحدهم من عانوا الفوضى في كل شئ ، فالصور الملتقطة تبرز أهم معالم الفوضى ، حتى أن عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة وجدوا أنفسهم أمام عائق كبير في الولوج الى القاعة الرئيسية. صور أخرى شهدها حفل الافتتاح ، تحولت الأنظار إليها مباشرة بعد ولوج القاعة الرئيسية، فأمام الازدحام الكبير لم يجد عدد من ضيوف الحفل أماكن أمامية للجلوس فبقي عدد منهم خارج القاعة فيما آخرون تم الزج بهم في أماكن لم تكن تليق بمكانتهم وبينهم رئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الرحيم العلام.