خلفت محاولة انتحار قام بها شخص، صباح اليوم الاثنين، حالة استنفار كبيرة في أوساط أجهزة السلطة المحلية، التي تمكنت من إفشال هذه المحاولة. وقام المعني بالأمر، في وقت سابق من صباح اليوم، بمحاولة إلقاء نفسه من شرفة إقامة سكنية مطلة على شارع "محجم حد السادس" (الكورنيش)، ما استدعى تدخلا عاجلا من طرف السلطات المحلية، بحسب ما عاينته جريدة طنجة 24 الإلكترونية. ولم يتم تحديد الأسباب التي يمكن أن تكون وراء هذه المحاولة الانتحارية، غير أن معطيات تم استيقاءها من محيط المعني بالأمر، رجحت أن يكون الأمر مرتبط بمشاكل نفسية يعاني منها الشخص. وتأتي هذه المحاولة الانتحارية، غداة حالتي انتحار عاشتهما مدينة طنجة، خلال الأيام الأخيرة، كان آخرها، لإقدام سيدة خمسينية على وضع حد لحياتها، من خلال إلقاء نفسها من أعلى المنزل الذي تقطنه بحي "خوصفات". وقبل أيام هدد مستخدم بإحدى شركات التدبير المفوض، بوضع حد لحياته، في خضم معتصم نظمه رفقة زملائه، احتجاجا على تعرضهم ل"طرد تعسفي" من طرف مشغلهم. ويدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. ويأتي تنامي حالات الانتحار الناتجة عن العلل النفسية، في الوقت الذي يسجل فيه نقص كبير على مستوى الطاقة الاستيعابية لمستشفيات الطب النفسي، "مثل مستشفى الرازي ببني مكادة، الذي لا يلبي شروط التطبيب وحاجات المرضى في ظل الاكتظاظ وقلة الموارد البشرية" يقول المتحدث. ويدعو مراقبون، السلطات المعنية، تحمّل مسؤولياتها وتوفير أطباء نفسيين في جميع المستشفيات، والتنسيق بين كل المتدخّلين، من سلطات وأهالي المرضى وفعاليات المجتمع المدني.