يتعرض مرتادو الوجهات الساحلية بشمال المغرب، إلى مضايقات شتى من طرف مستخدمي المطاعم وسماسرة الكراء العشوائي، في محاولة لاستمالتهم إلى خدماتهم بطرق وأساليب لا تخلو من الإزعاج والمضايقة. فلم يعد المرشدون العشوائيون والباعة المتجولين ومعهم المتسولون، وحدهم من يتربصون بالوافدين على المدن الساحلية، بل انضاف إليهم عمال المطاعم والوجبات السريعة، وكذا الوسطاء الحاملين لعروض كراء المنازل والشقق المفروشة. في شارع الحسن الثاني بمدينة أصيلة، تنتشر عشرات المحلات المخصصة لتقديم الوجبات الغذائية للسياح والزوار الوافدين على المدينة، "مرحبا سيدي .. عندنا كل ما تشهيتي تفضل عندنا"، بمثل هذه العبارات يحاول الكثير من نوادل المطاعم استمالة السياح أو غيرهم من المواطنين المغاربة إلى خدماتهم. ولا يخفي الكثير من المواطنين والأجانب انزعاجهم حيال هذا الأسلوب، خاصة مع تسابق أكثر من نادل إلى زبون مفترض يكون مارا من أمام أحد المطاعم. وتتكرر هذه السلوكات، في العديد من مختلف المدن الساحلية بشمال المغرب، مثل طنجة والمضيق، التي تشهد توافدا كبيرا للسياح والزوار من مختلف مناطق المملكة، من أجل قضاء عطلة الصيف. وعلى نفس النحو، يجد السياح والزوار أنفسهم في مواجهة جيش من السماسرة الذين يعرضون خدمات كراء الشقق والمنازل المفروشة، ما يعكر جولاتهم بمختلف هذه الوجهات السياحية التي كانوا يمنون أنفسهم بقضاء عطلة صيف مثالية بها. واللافت أن أغلب هذه الخدمات السياحية المقترحة على الزوار والسياح بهذه الأساليب، يغلب عليها طابع العشوائية وتردي الجودة، بحسب شهادات وشكاوى عديدة، ما يؤثر سلبا على الرواج السياحي في هذه المدن عاما بعد عام. وتنضاف هذه الممارسات المشينة، إلى غلاء أثمنة مختلف الخدمات المقدمة في هذه المناطق، حيث يتعرض الراغبون في الاصطياف بمختلف المدن الشمالية؛ إلى استنزاف مادي كبير من طرف مقدمي الخدمات السياحية؛ خاصة فيما يتعلق بكراء المنازل التي تصل أسعارها الى مستويات خيالية. ويفرض أصحاب المنازل المخصصة للكراء؛ في وجهات مثل الحسيمة ومرتيل؛ أثمنة تتراوح ما بين 700 و 1000 درهم لليلة الواحدة؛ كما تعرف أسعار الخدمات المقدمة في المطاعم والمقاهي؛ هي الأخرى زيادات "مبالغ فيها".