يخيم هاجس اقتناء أضحية العيد على اهتمام الأسر في مدينة طنجة، بالرغم من أن حركة تموين السوق المحلية، ما زالت محدودة وما تزال أعداد رؤوس الماشية قليلة مقارنة مع حاجيات ساكنة المدينة. فقبل 10 أيام من حلول يوم النحر، يشهد سوق الأضاحي بمدينة طنجة، إقبالا كبيرا على اقتناء رؤوس المواشي، التي تعرف أثمنتها ارتفاعا مستويات قياسية، دفعت العديد من المواطنين إلى العدول عن اقتناء أضحيتهم وانتظار تقلبات السوق خلال الأيام المقبلة. فحسب ما عاينته جريدة "طنجة 24" الإلكترونية، خلال الأيام الأولى لبداية نشاط السوق، فإن العروض المتوفرة سواء في سوق "الحراريين" القصي عن وسط المدينة ب 5 كيلومترات غربا، تتراوح ما بين 2500 درهم و 4000 درهم، بالنسبة لرأس الماشية من الحجم المتوسط، فيما وصلت إلى بعض أنواع المواشي إلى قرابة 8200 درهم. وعادة ما تكون أسعار الأكباش في طنجة، مرتفعة في الأيام الأولى التي تسبق عيد الأضحى وسرعان ما تبدأ في الانخفاض، على اعتبار أنه يكون هناك إقبال من طرف المواطنين على اقتناء أضحية العيد خوفا من التهاب الأسعار في الأيام الأخيرة. ولأن قانون السوق لا منطق له، فإن هذه القاعدة لا تكون دائما صحيحة، ففي أعوام كثيرة عرفت أضحية العيد ارتفاعا مهولا في اليومين الأخيرين ما جعل بعض المواطنين يلتجئون إلى المناطق المحيطية من أجل شرائها. وتثير الأثمنة المتوفرة حاليا، مخاوف العديد من المواطنين، الذين يعتقدون أنه إذا حافظت هذه الأسعار على وتيرتها الحالية، فإن ذلك يعني أنهم سيكونون أمام فترة قاسية أخرى على جيوبهم، في الوقت الذي ما زالوا فيه يحصون ما أنفقوه مؤخرا خلال شهر رمضان الماضي وعيد الفطر، علاوة على الغلاء الذي تشهده المواد الاستهلاكية. وبينما يأمل أفراد شرائح واسعة من المواطنين، أن تعرف أسعار الأضاحي تراجعا يتناسب مع القدرة الشرائية السائدة، فإن الكثير من الكسابة لا يترددون في التحجج بارتفاع تكلفة العلف، لتبرير الغلاء الذي فرضوه مقابل أضحية العيد، وهي ذات الحجة التي يوظفها هؤلاء الكسابة كل سنة لتبرير أي ارتفاع خيالي في ثمن الأضاحي.