حملت البلاغات الصادرة، الجمعة، عن كل من السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية، إشارات قوية إلى قرب عودة حركة تنقل الأشخاص والبضائع عبر المنافذ البرية والبحرية المغلقة منذ زهاء سنتين، على خلفية التوتر الدبلوماسي بين البلدين. ومنذ مارس 2020، يستمر إغلاق منافذ سبتة ومليلية المحتلتين مع باقي التراب المغربي، وهو الأجراء الذي تم تمديد سريانه عدة مرات، في ظل تصاعد منسوب التوتر بين كل من الرباط ومدريد، على خلفية قضايا عديدة مرتبطة أساسا بالصحراء المغربية. وفي هذا الإطار، عبر بلاغ رئاسة الحكومة الإسبانية، عن التزام الجارة الشمالية للمملكة ب "رفع التحديات المشتركة، لاسيما التعاون في مجال تدبير تدفقات الهجرة في الحوض المتوسطي والمحيط الأطلسي، من خلال العمل دوما بروح من التعاون الكامل، واستعادة السير الطبيعي لحركة الأشخاص والبضائع، لما فيه مصلحة شعبينا". وتلقفت الصحافة الاسبانية، لا سيما تلك التي تصدر في سبتة ومليلية، باهتمام كبير، معتبرة إيها إشارة واضحة على قرب إنهاء الإغلاق المستمر منذ عامين، ما تسبب في حصار اقتصادي خانق على الثغرين المحتلين. وإلى جانب هذا التحسن في العلاقات بين المغرب واسبانيا، يرى مراقبون، أن تحسن الحالة الوبائية في كلا البلدين، يعتبر إحدى الدعامات الكفيلة بتوفير الظروف لإعادة فتح المعابر الحدودية لسبتة ومليلية المحتلنين. كما يتوقع أن يباشر الجانبان اتصالات وإجراءات من أجل غعادة تنشيط المعابر البحرية بين البلدين الجارين، بعد تعطيلها طوال الفترة المذكورة، على خلفية الأزمة الصحية العالمية وكذا التوتر الدبلوماسي بين الجانبين. وفي هذا الصدد، من المرتقب أن يقوم وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بزيارة إلى المغرب، لترتيب لقاء رفيع المستوى بين رئيس الحكومة الاسباني، بيدرو سانشيز، ومسؤولين مغاربة، وذلك بهدف بلورة خارطة الطريق للمرحلة الجديدة، وفق ما كشف عنه بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.