خلف تقرير نشرته صحيفة "أخبار اليوم" المغربية، في عددها الصادر اليوم الخميس، موجة غضب عارمة في صفوف رواد مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك عقب وصفه للنساء العاملات في مجال التهريب بكل من معبر سبتة ومليلية المحتلتين ب "البغلات". وعبر هؤلاء، في تدوينات متفرقة على موقع "فايسبوك" العالمي، عن سخطهم الشديد من العنوان الذي إختارته هذه اليومية، لتقريرها الخاص بفضح الارباح التي تحصدها السلطات الإسبانية من عمليات التهريب التي تقوم بها النسوة بكل من سبتة ومليلية السليبتين، حيث وضعت هذه الأخيرة عنوانا ضخما على صفحتها الأولى، جاء فيه "إسبانيا تجني 400 مليار من مأسي 9000 بغلة مغربية". وأكد أحد المعلقين، أن هذا الوصف القدحي بخصوص النساء المغربيات، لن ينكره صاحب اليومية، بل سيدافع عنه نظرا لكونه جاء بين مزدوجتين، الأمر الذي يعني أنه مجرد اقتباس ومقصوده مختلف، وعلى القارئ أن يكتشف المعنى الحقيقي في النص، مضيفا أن هذه الطريقة تستعملها مختلف المنابر الاعلامية لجذب انتباه القارئ لقراءة المحتوى، لكن في هذه الحالة فان الاقتباسات الجارحة والتي تحمل أوصاف قدحية، ترفضها الصحافة الحقيقية، ولا تتجرأ عليها حتى الصحافة الصفراء، لذا فهذا العنوان لا يثير شهية القارئ للقراءة، بل يثير الاشمئزاز من الجريدة بكاملها. من جهتها أوضحت وصال الشيخ، صحفية فلسطينية مقيمة بمدينة طنجة، أن الصحفي الذي أعد التقرير لم يكلف نفسه عناء التنقل إلى معبر باب سبتة من أجل توثيق معاناة هؤلاء النسوة، بل إكتفى بترجمة ما ورد عن الصحافة الإسبانية والبريطانية، مؤكدة أن هذا الأخير لو رأى بأم عينه التضحيات التي تقدمها هذه البغلة -على حد وصفهم-، وتحملها للحرارة صيفا والبرودة شتاءا، كان سيستحيي من ذكر ذلك. أما رشيد بلزعر، صحفي بأحد المنابر الوطنية، فقد أكد أن وصفهن "بالبغلات" هو احتقار لنسوة كافحن من أجل تربية جيل من الشباب، منهم من يتقلد مناصب عليا، في الوقت الذي غابت فيه الدولة عن أداء واجبها في توفير العيش الكريم، مؤكدا في نفس الوقت، إنهن كافحن من أجل كسب لقمة العيش الحلال، لذا يحز في أنفسنا تجريحهن بهذه الطريقة. ولم يخفي إسماعيل العشيري، الناشط الحقوقي، غضبه من هذا العنوان، حيث أوضح ان إيجادنا لمثل هذا الوصف في الإعلام الإسباني أمر طبيعي من طرف البلد المستعمر، لكن أن تصل النذالة لاستعارة الوصف و إلصاقه بالنسوة اللواتي يكافحن من أجل لقمة العيش فهذا أمر غير مقبول بالمرة. وتجدر الإشارة، إلى أن صحيفة "أخبار اليوم" قامت ببناء هذا التقرير إستنادا على معطيات قامت بجمعها الجمعية الأندلسية لحقوق الإنسان بتعاون مع منظمات حقوقية مغربية وإسبانية، خلال سنة 2016 الجارية.