يبدو أن قطاع النظافة في طنجة، قد دخل مرحلة تردي حقيقية في ظل التجربة الجديدة التي تشرف عليها شركتا "أرما" و"ميكومار"، حيث باتت العديد من أحياء المدينة تتنفس تحت الأزبال، بسبب التراكم الكبير للنفايات على أرصفة الشوارع والأزقة. وخلال جولات بعدة أحياء في "عروس الشمال" جرى الوقوف على هذه النقط السوداء، ومعاناة السكان من الحشرات التي أضحت تهاجم منازلهم، والكلاب التي تجد ضالتها في النفايات الصلبة التي تحيط بالحاويات، التي يتأخر غسلها. وبعد قرابة ستة أشهر، على دخول الاتفاقية الجديدة للتدبير المفوض لقطاع النظافة حيز التنفيذ، تواصل الشركتان، الاستعانة بأسطول مؤقت في تجميع ومعالجة النفايات الصلبة التي تغرق شوارع وأحياء المدينة لساعات طويلة، في مشاهد تعكس التخبط الكبير الذي يرزح تحته قطاع النظافة. كما سجلت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، في تقرير لها، استمرار الشركتان في الاعتماد بشكل شبه كلي على الحاويات القديمة رغم عدم صلاحيتها للاستعمال مع بعض التغييرات القليلة على مستوى الحاويات البلاستيكية، بالإضافة إلى تفاقم مشكل نقصها على جميع الأشكال. كما لا تزال ذات الشركتان، مستمرتين في استعمال الأسطول المتهالك الذي يساهم بدور كبير في تلوت المدينة وزاد من تفاقم الوضع، إلى جانب استعمال أدوات متهالكة كالمكنسة وبعض العربات المجرورة. وكنتيجىة لذلك، تبرز الرابطة الجمعوية، أن معظم الأماكن التي يتم بها وضع الحاويات، تعرف تجمع أكوام من الأزبال التي تحول المنطقة إلي مطرح صغير يصعب المرور بجانبه. يأتي ذلك على الرغم من ارتفاع تكلفة تدبير مرفق النظافة على مستوى جماعة طنجة، إذ تشير مصادر جماعية، إلى أن قيمة العقد الذي يجمع المجلس الجماعي مع شركة "ميكومار" تبلغ 14 مليار سنتيم في السنة، بينما تتقاضى شركة "أرما"، ما قيمته 16 مليار سنتيم في السنة. ويقسم دفتر التحملات الخاص بمرفق النظافة؛ مناطق مدينة طنجة؛ الى مجالين ترابيين؛ يعهد بموجبه تدبير القطاع لشركة "ميكومار" على مستوى مقاطعتي السواني وطنجةالمدينة؛ والى شركة "أرما" على مستوى مقاطعتي بني مكادة ومغوغة.