لم تكن بداية عمل الشركتين الجديدتين المكلفتين بتدبير قطاع النظافة في جماعة طنجة، تبشر بالخير، فبعد مرور شهر ونصف على شروع "ميكومار" و"أرما" المغربيتين في تدبير القطاع عوض "سيتا بوغاز" الفرنسية و"صولمطا" الإسبانية، أضحت العديد من أحياء المدينة تغرق في النفايات، الأمر الذي يجد تفسيره في عدم توفير الشركتين للأسطول الكامل المنصوص عليه في دفتر التحملات واعتمادهما على آليات مؤقتة. ووفق مشاهد عاينتها "الصحيفة" وصور توصلت بها من طرف مواطنين يقطنون في مقاطعات طنجة الأربع، يتضح أن مدينة طنجة أضحت تعاني منذ أسابيع من تدني خدمات النظافة وذلك تزامنا مع دخول عقد التدبير المفوض الذي يربط المجلس الجماعي بالشركتين الجديدتين حيز التنفيذ. ووفق تأكيدات السكان، فإن بعض الأحياء لم تعد تصلها شاحنات النظافة بشكل منتظم، وفي أحياء أخرى تتراكم الأزبال لأيام قبل جمعها، أما في بعض المناطق فإن عمليات الجمع تصل إلى تجمعات سكنية دون أخرى بينما تترك حاويات النفايات لتمتلئ عن آخرها، علما أن بعضها موروث عن الشركتين المنتهي عقدهما. ونقلت "الصحيفة" هذه الملاحظات إلى محمد كرم البريق، نائب رئيس مقاطعة بني مكادة المكلف بقطاع النظافة والمستشار الجماعي بجماعة طنجة، والذي قال إن الشركين الجديدتين في المنطقتين الشرقية والغربية لطنجة شرعتا في العمل في ماي 2021 بأسطول مؤقت، وذلك نظرا لأن اقتناء معدات جديدة يتطلب بعض الوقت، موردا أن أمامهما 6 أشهر كحد أقصى لإتمام إنشاء أسطولهما الجديد بعربات وآليات جديدة، والذي سيبدأ تدريجيا في دخول نطاق العمل مع توالي الأسابيع. وتابع المسؤول الجماعي أنه بالإضافة إلى ذلك "لا زال مسؤولو ومسيرو الشركتين أمام إكراهات البداية حيث ما زالوا يتعرفون على طبيعة قطاع النظافة في المدينة"، مؤكدا ملاحظةَ تأخر في عمليات جمع الأزبال نتيجة غياب بعض الشاحنات، لكنه شدد على أن "المرحلة الانتقالية عادية وجميع الشركات تمر منها وخلالها يُلاحظ أن الخدمات ليست متكاملة"، وأضاف "ما نؤكده أن الأمور ستتحن تدريجيا". وأشار البريق أيضا إلى وجود مشاكل أدت إلى تأخرت المصادقة على عقد التدبير المفوض الجديد الخاص، وذلك نظرا لارتفاع التكلفة ووجود إكراهات مالية لدى الجماعة ما فرض دخول شركاء آخرين وتحديدا وزارة الداخلية ومديرية الجماعات، موردا "كان من الممكن أن يكون الوضع أسوأ في حال ما رُفض العقد، وآنذاك كان علينا أن نبقى مرتبطين ل6 أشهر على أقصى تقدير بالشركات القديمة رغم آلياتها المتهالكة". ووقع اختيار جماعة طنجة، في مارس الماضي، على شركة "ميكومار" التابعة لمجموعة "صوماجيك" الحاصلة أيضا على عقد تدبير قطاع مواقف السيارات والمستودعات تحت الأرضية بمدينة البوغاز، لتدبير قطاع النظافة في منطقة "طنجة الغربية" التي تضم مقاطعة المدينة وشطرا من مقاطعة السواني، مقابل نحو 136 مليون درهم، فيما حصلت "أرما" على عقد تدبير القطاع في منطقة "طنجة الشرقية" التي تضم الشطر الثاني من مقاطعة السواني وكامل مقاطعتي بني مكادة ومغوغة، مقابل حوالي 161 مليون درهم، وكلاهما لمدة 7 سنوات.