أثارت الإجراءات المصاحبة للإنتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها يوم السابع من أكتوبر المقبل، حالة سخط كبيرة في أواسط الفنانين والمثقفين بالمغرب، وذلك بعد إجهازها على مجموعة من اللوحات التشكيلية والجداريات الفنية المتواجدة بمدينة المضيق، بغرض تعويضها بإعلانات دعائية للأحزاب المتنافسة. وقامت الجهات المعنية بمدينة المضيق، نهاية الأسبوع المنصرم، بإزالة مجموعة من الجداريات المتواجدة بمدخل وبمحيط الثانوية الإعدادية ابن بطوطة، والتي أشرف على إنجازها نخبة من أساتذة التربية التشكيلية بالمدينة بالإضافة إلى مجموعة من التلاميذ الموهوبين. وبهذا الخصوص، أدان يوسف سعدون الفنان التشكيلي والأستاذ السابق لمادة التربية التشكيلية بالثانوية الإعدادية ابن بطوطة، هذه الكارثة الفنية، والتي أدت إلى الإجهاز على جداريات قام برسمها بنفسه رفقة الفنان سعيد لكبير وبمساهمة مجموعة من تلاميذ المؤسسة خلال موسم 2014-2015. وأضاف سعدون، انه في الوقت الذي كان فنانو المضيق ينتظرون من المسؤولين الإقتداء بهذه المبادرة الفنية ويعمموها على فضاءات مدينة المضيق الجميلة، فوجئ هؤلاء بالإجهاز على هذه الجداريات وكأن المكان ضاق ولا توجد به جدران أخرى يمكن أن تستوعب هذه الخانات. وفي هذا السياق، أكد الفنان التشكيلي باعتباره مساهما في هذه المبادرة الفنية، أدانته لهذا الفعل الهمجي والمعادي لكل القيم الجمالية، وأستغرابه لمن سمح لتلك الفرشاة العمياء بمسح عمل فني جماعي ساهم فيه مجموعة من التلاميذ وأعطى بعدا جماليا لمدخل المؤسسة ولمحيطها، داعيا في الوقت ذاته كل الفعاليات بالمدينة لشجب هذا الفعل الغير مقبول والقيام بمبادرات نضالية من أجل ثني المسؤولين عن مثل هذه الأعمال التي تغتال الجمال بالمدينة وإعادة الاعتبار للمبادرات الفنية بالمدينة. وعبر عدد من الفنانين والمثقفين بالمغرب عن إستنكارهم لهذا العمل، وذلك من خلال تغريدات متفرقة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أكدوا فيها عدم عقلانية هذا القرار ومسه بالهوية الثقافية والإبداعية للمدينة.