يعيش سكان الجماعة القروية خميس الساحل، التابعة لإقليم العرائش، حالة من اليقظة والحضور اليومي.معلنين منذ بضعة أشهر،تأهبهم لإفشال ما يقولون إنه ترامي لنظارة الأوقاف بالعرائش، على أراضي أجدادهم وآبائهم. وتسعى هذه الجهة الحكومية إلى تحفيظ ضريح سيدي حساين،والذي يعتبره القرويون في الساحل،رمزا دينيا لهم، لا يحق لأي جهة، احتكاره أو تحفيظه لذاتها،حسب معتقداتهم. وشهدت منطقة الرويف والحمام بالساحل،يوم الإثنين 29 غشت،خروج العشرات من الساكنة المحلية،حيث أحاطوا بضريح سيدي حساين، بعد أن تناهى إلى علمهم قدوم لجنة من نظارة الأوقاف والمحافظة العقارية.للإشارة فقد سبق لنظارة لأوقاف تحفيظ مقبرة حومة الرويف والحمام،ولم يجدوا أي إعتراض من الساكنة. لكن قرار الأوقاف هذه المرّة، تحفيظ الضريح ومرافقه وملحقاته، والتي تبلغ مساحتهم جميعا،أكثر من هكتارين اثنين،لقي رفضا بالبت والمطلق من طرف السكان، معتبرين الضريح ملكا خاصا بالجماعة السلالة، ولساكنة خميس ساحل على وجه التحديد. وحذروا من أن سعي الأوقاف وإصرارها،قد ينتج عنه ردود فعل غير محمودة العواقب،ربما ستنعكس على السلم الأهلي. ووجّه المواطنون المحليون، عرائض تتوفر جريدة طنجة 24 الإلكترونية، على نسخ منها، إلى كل من رئيس الجماعة القروية، وعامل الإقليم، وجهات وزارية وغيرها، تطالبهم بالتدخل لإنصاف الساكنة، وتركهم لحالهم، بعيدا عن كل من يريد قضم أراضيهم،وكل من يريد تركهم بلا ذاكرة دينية ولا هوية تاريخية. من جهته كشف عبد السلام الكعبوري، أن قرية الساحل أصبحت مقصدا منذ سنوات، لسماسرة العقار، وتأسف على ما أسماها ضياع 650 هكتار من أراضي الجماعة السلالية، التي تم تفويتها لشركات عقارية عملاقة،تسعى لبناء مشاريع سياحية وعقارية في المنطقة المحاذية للمحيط الأطلسي . وإستغرب الكعبوري من الحماس الزائد والكبير لنظارة الأوقاف، في تحفيظ ضريح سيدي حساين،متسائلا لماذا على الأقل لم تكلف الجهات الرسمية الأخرى، نفسها عناء النهوض بالبنية التحتية، وبناء شبكة مياه المجاري وتعبيد الطرق المهترئة. وطالب المتحدث، في المقابل بتخصيص منطقة الضريح كحديقة ومنتزه للترفيه، ومكانا للفضاءات الخضراء. أما الناشط الجمعوي حامد الشاعر، فاتهم نائب الجماعة السلالية، بالوقوف بجانب المترامين على أراضي الجموع. واصفا النائب بالدمية غير الشرعية التي يحركها القائد كما يشاء،وإستعماله ضدا على مصلحة الساكنة.وطالب الشاعر بإقالة النائب السلالي،لأن "تنصيبه تم بطريقة غير قانونية،ولكونه لا يبالي بذوي الحقوق من القرويين". ووصف إبن المنطقة محمد العربي،الأوقاف بأنها مؤسسة تمارس بوعي أو بدونه،"تطهيرا عرقيا يشمل ساكنة الساحل"،وكانت نتيجته الأولى، مع جهات قبلها، سطت على أراضي الجموع،دفعت بهجرة المئات من الساحليين، بعد أن فقدوا بين عشية وضحاها،أراضي أجدادهم وآبائهم.ولم يبقى لهم سوى الهجرة نحو المدن الكبرى. هذا وإعتبر العربي المخرشف،موسم سيدي حساين، نقطة جذب سياحي وديني مهمة,داعيا إلى تركه على حاله كما هو عليه الآن.مذكرا بأن الساكنة هي من قامت بإصلاح الضريح، وصباغته والعناية به،قبل أن تفتح الأوقاف عينيها عليه.وتحدّى الأوقاف في أن تكون تتوفر على أي وثيقة، تثبت أن ساكنة الساحل ليسوا هم أصحاب الضريح.