منذ سنوات عديدة، باتت العديد من العائلات، تلجأ إلى مساحات من الفضاء العمومي، من أجل حفلات زفاف أبنائها وبناتها، على نحو يجعل من المساحات المستغلة في الكثير من أحياء وأزقة مدينة طنجة، امتدادا لبيت العرس، ولا يحق لغير المدعويين ولوجها. ويشكل كراء خيام الأعراس في مدينة طنجة، شانها شأن باقي المدن المغربية، أحد الخدمات المرتبطة بتموين الأفراح والمناسبات، التي تعرف انتعاشا ورواجا كبيرين خلال فصل الصيف، حيث تفضل الكثير من العوائل هذه الوسيلة، بعد أن كان تنظيم حفلات الأعراس ينحصر في قاعات مخصصة لهذا الغرض أو داخل نطاق المنازل. "بالفعل هناك إقبال متزايد على كراء هذه الخيام خلال فترة الصيف"، يقول كمال، شاب ثلاثيني، الذي يشتغل مساعدا لدى ممون للحفلات في مدينة طنجة، ثم يضيف في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية "الطلب على الخيمة يرافقه أيضا لوازم أخرى مثل الكراسي والطاولات فضلا عن الأواني المنزلية وغالبا ما تحدد مدة الكراء في ليلة واحدة وفي بعض الأحيان يكون الطلب يشمل ليلتين". يتراوح ثمن كراء خيمة العرس في الغالب بمدينة طنجة، ما بين 40 درهم و 60 درهم للمتر الواحد، ويمكن أن يكون السعر أكثر من ذلك تبعا لنوعية الخدمة وما يرافقها من أغراض أخرى تستعمل في تنظيم ما يصطلح عليه ب"ليلة العمر"، بحسب ما يوضحه كمال. في أكثر من حي بمدينة طنجة، تنتصب خلال ليالي الصيف، خيام أمام المنازل المحتضنة لحفلات الأعراس، كفضاء لاستقبال ضيوف هذه المناسبة العائلية، عملية قد ينتج معها إغلاق الحي في وجه المارة، مما يجعلهم مطالبين بتغيير مسلك آخر إلى وجهتهم، إنه إجراء بات مألوفا خلال موسم الأعراس دون أن يثير الكثير من التذمر، بالرغم من تحفظ البعض على الاستمرار في الحفل إلى ساعات الصباح بكل ما يحمله من ضجيج الموسيقى والزغاريد. الخبير في علم النفس الاجتماعي، مصطفى شكدالي، يفسر انتشار ظاهرة استعمال الشارع العام كمجال لنشر خيام بهدف توظيفها لإحياء حفلات ذات طابع اجتماعي كالأعراس، بتغير المجال، خاصة على مستوى السكن الذي لم يعد كما كان في السابق. ويقول شكدالي، في تصريح لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، موضحا " فبقدر ما تغيرت طريقة السكن بقدر ما ظلت العادات والطقوس الخاصة بالاحتفال الجماعي حاضرة لتجد لها هذه الوسيلة خاصة في ظل ارتفاع أثمنه القاعات المخصصة لذلك.". وحسب الخبير الاجتماعي، فإنه يمكن كذلك البحث في هذا الصدد على المستوى النفسي، خاصة على مستوى إدراك المجال الحضري لدى قاطني المدن بعقلية لازالت تتحكم فيها رواسب المجتمع القروي، وكذا صعوبة استيعاب الجو الجماعي خصوصا في المناسبات بالنسبة لقاطني السكن الفردي كالشقق مثلا.