– عصام الأحمدي: لم تكد شمس يوم الجمعة 17 شتنبر، تغيب مؤذنة بانصرام أول أيام عيد الفطر المبارك، حتى كانت مجموعة من الأسر والعائلات قد وضعت اللمسات الأخيرة لتزيين واجهات منازلها بأضواء ومصابيح، تدل على تنظيم حفل زفاف. مشاريع الزواج وحفلات الزفاف في مدينة طنجة، عرفت انتشارا واسعا مباشرة بعد شهر رمضان المبارك، من أجل التحضير لها بشكل أفضل، إضافة إلى ما تقتضيه مناسبة دينية مثل رمضان من انشغالات أخرى من تقاليد اجتماعية وطقوس دينية. قاعات الأفراح وممونو الحفلات، قطاعات مهنية تظافرت جهود العاملين فيها بشكل كثيف هذه الأيام، من أجل توفير أجواء مناسبة لأسر وعوائل العرسان لتنظيم ليلة زفاف مثالية لأبنائهم وبناتهم، حيث يؤكد العديد من العاملين في قطاع تموين الاعراس، أن جهودهم تضاعفت مرات عدة خلال الأيام الأخيرة، لتقديم الطلبات والخدمات المحجوزة منذ شهور من طرف العوائل المقبلة على تنظيم حفلات الزفاف. في أكثر من حي بمدينة طنجة، تنتصب خيام أمام المنازل المحتضنة لحفلات الأعراس، كفضاء لاستقبال ضيوف هذه المناسبة العائلية، عملية قد ينتج معها إغلاق الحي في وجه المارة، مما يجعلهم مطالبين بتغيير مسلك آخر إلى وجهتهم، إنه إجراء بات مألوفا خلال موسم الأعراس دون أن يثير الكثير من التذمر، بالرغم من تحفظ البعض على الاستمرار في الحفل إلى ساعات الصباح بكل ما يحمله من ضجيج الموسيقى والزغاريد. "موسم الصيف فترة الزواج الجماعي خلاونا بلا نعاس" تقول شابة في تغريدة على متن حسابها بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، معلنة تذمرها من الضجيج الذي يرافق حفلات الأعراس إلى حدود ساعات الصباح الأولى. كثير من حفلات الأعراس يترافق مع موسيقى صاخبة وضجيج الاحتفالات والأهازيج الجماعية، ينعكس بشكل سلبي على راحة السكان، ويزداد الأمر حدة في الأحياء التي تنتشر فيها قاعات حفلات الأعراس. وتعيش هذه الأحياء على إيقاع حفل زفاف كل ليلة، مما يحول حياة السكان المجارون لهاته القاعات إلى جحيم لايطاق، حيث سبق أن قدموا شكايات في الموضوع بهدف تغيير أماكن تواجدها لكن دون جدوى. لا تغيير في توقيت عمل هذه القاعات، يجعل سكان هذه الأحياء يبدأون ليلهم على إيقاع الموسيقى الشعبية "وأغاني داها وداها والله ماخلاها"، ويستيقطون في أولى ساعات الصباح على صوت منبهات عشرات السيارات التي تسير في موكب جماعي نحو منزل العروسة " إوا مبروك عليها وعقبي للجميع" !!!