يشتكي المواطنون في عدد من المدن المغربية على تنظيم الأعراس وسط الأحياء السكنية، والتي تبدأ مع منتصف الليل وتمتد إلى الساعات الأولى من الصباح، هذه الاحتجاجات تطرح تساؤلات حول سماح السلطات المحلية بتنظيم هذه الأعراس التي تستمر فيها الموسيقى تصدح طيلة الليل عبر مكبرات الصوت مع ما تسببه من إقلاق راحة الجيران وباقي سكان هذه الأحياء. وبينما يقضي منظمو حفلة العرس ليلتهم في الفرح والغناء والاحتفال يجد جيرانهم والمقيمين في محيطهم أنفسهم يقضون ليلة بيضاء لا نوم فيها ونهارا متعبا خاصة إذا كان يوم عمل. «التجديد» التقت مواطنين من عدة مدن مغربية تقاسموا نفس المعاناة، ويتساءلون حول دور السلطات الوصية في الحفاظ على راحتهم ومنع هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل واضح في السنوات الأخيرة وذلك بعدما كان سكان الأحياء الشعبية على الخصوص يحرصون على تنظيم احتفلاتهم خلال النهار. ومع انتهاء شهر رمضان بدأت العديد من الأسر المغربية احتفالاتها بأبنائها المقبلين على الزواج في صخب لا يبدأ إلا بعد أن يرخي الليل سدوله وينتهي مع خيوط الشمس الأولى. مستشار جماعي بالدار البيضاء قال ل»التجديد» إنه لا توجد دورية أو مذكرة تنظم إقامة الحفلات وسط الشوارع والأحياء السكنية، مضيفا أن السكان لا يطلبون إذنا ولا ترخيصا من السلطات الوصية لبناء خيمة العرس أو إطلاق مكبرات الصوت طيلة الليل، بل إن الأمر عشوائي وغير منظم. مضيفا أن بعض السكان يبلغون دوريات الشرطة بالإزعاج الذي تسببه هذه الأعراس طيلة الليل إلا أن تدخل هذه الدوريات يكون محدودا وتكتفي أحيانا بتنبيه منظمي الحفل إلى تخفيض مكبرات الصوت وهو ما يتم الامتثال له إلى حين انصراف الدورية. من جهته، أوضح رضا بنخلدون رئيس مقاطعة أكدال الرياض بالرباط أن هناك تساهلا من طرف السلطات فيما يتعلق بإطلاق مكبرات الصوت في الليل في حفلات الزفاف، مشيرا إلى أنه من الناحية القانونية يتم تنظيم استعمال مكبرات الصوت بالنسبة للمحلات التجارية التي تستعملها، إذ يتم تحديد زمن معين لإطفائها ويتحمل مخالف القانون تبعات مخالفته بأداء الغرامة. وأضاف بنخلدون أن الصلاحيات المتوفرة للسلطات الوصية/ الولاية تجعلها مخولة بحماية سلامة الساكنة ويدخل فيها السلامة الأمنية والروحية والاجتماعية وغير ذلك، وبالتالي فمصالح الولاية منوط بها حماية سكان الأحياء من كل ما يزعجهم بما فيها مكبرات الصوت التي تستمر في الليل خلال الأعراس. هذا ولفت بنخلدون الانتباه إلى ضعف المجتمع المدني في تحسيس المواطنين بما تسببه حفلات الزفاف الليلية من إزعاج لجيرانهم وإقلاق لراحتهم خاصة منهم الصغار والمرضى والموظفين المرتبطين بوظائفهم وأعمالهم في الصباح.