شيعت حشود غفيرة من المواطنين بمدينة طنجة، زوال اليوم الأحد، جنازة الشاب جواد مرون، الذي قتل أثناء برصاص عسكريين أتراك، خلال محاولة انقلاب فاشلة على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردغان، الأسبوع الماضي. فبعد أداء صلاتي الظهر والجنازة، بمسجد "الأمين" بحي بني مكادة القديمة في طنجة، انطلقت حشود من المشيعين باتجاه مقبرة "كورزيانة" القريبة من الحي الذي تقطنه عائلة الشاب الراحل، الذي ووري الثرى بعد أسبوع من سقوطه برصاص الانقلابيين الأتراك، خلال محاولتهم الفاشلة للإطاحة بنظام الرئيس أردغان. وفي غياب أي حضور رسمي مغربي، باستثناء ممثلين عن الجماعة الحضرية لمدينة طنجة، كان ضمن المشيعين، السفير التركي في الرباط "ادهم بركان اوز"، الذي كان على رأس وفد رسمي ضم كذلك القنصل الشرفي لتركيا بمحافظة جهة طنجةتطوانالحسيمة "مصطفى بوستة". سفير تركيا، كان قد شارك أيضا في مراسيم العزاء التي شهدها منزل عائلة "جواد مرون"، منذ الصباح الباكر، حيث التقى بوالديه، وعبر لهما عن تعازيه الحارة للمصاب الجلل، كما أكد لهما أن الحكومة التركية، لن تتخلى عن أسرته الصغيرة المقيمة في اسطنبول. وفي حديث مقتضب لوسائل الإعلام، أدلى به العربي مرون، شقيق جواد، عبر عن امتنانه للتفاعل الذي أبدته السلطات المغربية عبر مصالحها الدبلوماسية في تركيا، كما عبر عن شكره للسلطات التركية على التعاون والمساعدة الذي قدمته لعائلته، منذ اللحظات الأولى للإعلان عن استشهاد شقيقه. ومن جانبها، لم تسعف مشاعر الحزن، السيدة "أسية أخريف"والدة الشاب الراحل "جواد مرون"، في الحديث طويلا خلال مراسيم العزاء، ، مكتفية بنبرة بكاء بالدعاء لابنها بالرحمة، مع توجيه الشكر للسلطات المغربية والتركية على ما قدمتاه من مساعدة لعائلتها للقيام بإجراءات ترحيل جثمان ابنها. ولفظ الشاب المغربي "جواد مرون"، يوم الجمعة 15 يوليوز، أنفاسه الأخيرة، متأثرا بإصابته برصاص عسكريين أتراك، خلال مشاركته في المظاهرات المنددة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، التي تتهم السلطات التركية "ثلة محدودة من الجيش تتبع منظمة “الكيان الموازي” التي يتزعمها فتح الله غولن بالوقوف وراءها". و"جواد" البالغ من العمر قيد حياته 33 عاماً، متزوج وزوجته حامل بمولودهما الأول، سافر إلى تركيا في سن مبكرة من حياته، ممنياً نفسه وعائلته، بمستقبل زاهر في بلد كان يراه بأنه ينعم بأجواء الحرية والاستقرار في ظل نظام الحكم القائم الذي تعرض لهزة عنيفة من طرف الانقلابيين الذين حاولوا الإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية.