"زمن مقاطعة الانتخابات قد ولى"، هذه خلاصة الموقف الذي عبر عنه حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ضمن لقاء بطنجة نهاية الأسبوع المنصرم، على اعتبار أن خيار المقاطعة الذي فرضته ظروف سياسية معينة في وقت سابق، لم تعد مجدية في الوقت الحالي. وقال علي بوطوالة، الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي، على هامش حفل تكريم لمجموعة من الوجوه الحقوقية والسياسية، نظمه بمدينة طنجة " جربنا المقاطعة التي كانت ضرورة في زمن ما وظروف سياسية معينة". واعتبر بوطوالة، أن هذا خيار مقاطعة الانتخابات، الذي ظل موقف الحزب لسنوات طويلة، لم يجني منه اليسار المغربي غير الضعف والوهن. مؤكدا في هذا الإطار "أن الانتخابات شر لا بد منه وأضاف الكاتب العام للحزب ذو المرجعية الماركسية اللينينية، أن خيار المشاركة في الانتخابات يأتي في ظل وعي بالاكراهات الموجودة حاليا، غير أنه أكد أن فيدرالية اليسار لن تكون ملاذا للكائنات الانتخابية، لأن التزكية ستكون من نصيب مرشحين يستحقونها. وحول رأيه في الواقع السياسي المغربي، اعتبر زعيم يساريي حزب الطليعة، أن ما يتم تسويقه عن وجود قطبين سياسيين، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية وغريمه اللدود الأصالة والمعاصرة، هو مجرد تمويه للصراع، موضحا أن الحزبين معا يشكلان وجهان لعملة واحدة. وأضاف المتحدث اليساري في هذا الصدد، أن أما الواقع السياسي الحقيقي فبالنسبة إليه تتنازعه ثلاث مشاريع او اقطاب وليس قطبين: مشروع المخزن، ومشروع الاصولية بشقيها التي تعمل داخل النسق السياسي او خارجه، ومشروع اليسار. هذا وشكل اللقاء، الذي تخلله حفل إفطار جماعي، تكريم مجموعة من الوجوه السياسية والحقوقية، ويتعلق الأمر بعبد الحق الكاص، أحد الوجوه البارزة في فيدرالية اليسار بأوروبا، والمعتقل السابق مصطفى بلهادي، بالإضافة إلى وجه نسائي متمثل في عائشة المسايدي الاطار بنيابة التعليم لطنجةأصيلة، التي ذاقت تجربة الاعتقال بسجن عين قادوس بفاس، في مرحلة دراستها الجامعية. وتخلل النشاط الذي عرف حضور مجموعة من الوجوه اليسارية محليا وجهويا ووطنيا، كمحمد بوبكر عضو الكتابة الوطنية للحزب، عبد الله الزيدي وغيرهم، تقديم قصائد شعرية وزجلية، من طرف كل من زهراء الطاهري، ابراهيم الزنيبر، هشام موكادور، وكذا الشاعرة المتميزة حكيمة الشاوي.