تعيش مدينة الفنيدق، وضعا اقتصاديا واجتماعيا متأزما، بعد إغلاق معبر التهريب المعيشي، وتوقف الحركة التجارية مع سبتة، الأمر الذي جعل النشاط الاقتصادي في المدينة يتوقف بشكل كبير. وزادت تداعيات فيروس كورونا المستجد من تعميق أزمة هذه المدينة التي كانت تعتمد بشكل شبه كلي على التهريب التجاري مع سبتةالمحتلة، وبالتالي بعد إغلاق المعبر، لم يعد هناك أي بديل حقيقي لخلق الرواج بالمدينة. ودفع هذا الوضع بعدد من سكان المدينة إلى الهجرة منها، في حين يقدم شبابها على القيام بمحاولات شبه يومية للهجرة إلى إسبانيا عبر قوارب الموت، أو على السباحة إلى سبتة بحثا عن فرصة أخرى للهجرة إلى إسبانيا. وتعيش المدينة هذه الأيام على وقع اختفاء شاب يُدعى علي، كان يقيم رفقة أسرته بحي كونديسا بالفنيدق، وتمكن من دخول سبتة سباحة، وقضى هنا بضعة أيام ثم اختفى عن الأنظار. وتُطرح العديد من الأسئلة على اختفائه، هل تمكن من الهجرة إلى إسبانيا انطلاقا من سبتة، وإذا كان كذلك لماذا لم يتصل بأسرته بعد مرور أسبوعين الآن، هذه المدة تثير الكثير من المخاوف حول مصير هذا الشاب. هذا الوضع يثير سخط نسبة هامة من سكان المدينة الذين وجدوا أنفسهم أمام مستقبل غامض وابنائهم يهاجرون ويغامرون بحياتهم، في حين أن السلطات المغربية لازالت لحدود هذه اللحظة لم تعلن عن أي خطة لإنقاذ المدينة من البطالة والأزمة التي تعيشها، خاصة في ظل الوتيرة البطيئة التي تسير بها عملية إنجاز المنطقة التجارية بضواحيها.