بات افتتاح برج “القريقية” التاريخي في أصيلة، أمام أهالي وزوار المدينة، مسألة أسابيع فقط مع دخول أشغال الترميم التي خضعت لها هذه المعلمة الأثرية مراحلها الأخيرة، مما يعد بتحقيق انتعاشة مهمة في الحركة السياحية بهذه الحاضرة. وبحسب مصادر من جماعة أصيلة، فإن الانتهاء من عمليات ترميم هذا البرج الأثري وافتتاحه في وجه الزوار والساكنة، ينتظر أن يتم بموازاة مع انطلاق الموسم السياحي، بالنظر إلى أن هذه المعلمة تمثل أحد عناصر الجاذبية السياحية. وتشير معطيات تتوفر عليها جريدة طنجة 24 الإلكترونية، إلى أن عمليات الترميم التي شارفت على نهايتها، تندرج في إطار مشروع لترميم الشطر الأول من أسوار المدينة العتيقة، التي تشمل الواجهة البحرية الممتدة من برج "القريقية" حتى ضريح "سيدي الأصيل". وبلغت كلفة هذا المشروع، ما يناهز ستة ملايين درهم، عبأتها جماعة أصيلة، لإعادة الاعتبار ورأب كل التصدعات المتواجدة في هذه الأسوار التاريخية، وفق مخططات ومقاربات تراعي الجانب المعماري والأيكيولوجي، مما من شانه أن يحافظ على هذه المنظومة المتعلقة بالسور الذي يعد المعلم الوحيد من نوعه في المغرب، الذي حافظ على خصوصيته منذ إنشائه من طرف العرب ثم البرتغاليين. وكان قرار بإغلاق برج "القريقية"، قد دخل حيز التنفيذ قبل أزيد من سنة، بناء على توصية صادرة عن أشغال الأيام الدراسية المغربية البرتغالية، التي احتضنتها مدينة أصيلة سنة 2017، وتتعلق بإجراء عمليات ترميم على هذه المعلمة التاريخية. وبرج "القريقية"، هو معلمة أثرية تم إنشاؤها خلال فترة القرن الخامس عشر الميلادي، عندما كانت مدينة أصيلة ترزح تحت الاحتلال البرتغالي منذ سنة 1471، حتى تحريرها على يد السعديين سنة 1589، حيث ما زال يشهد على الأهمية التي ظلت مدينة أصيلة تكتسيها من الناحية العسكرية، بالنظر إلى دور هذا البرج في المراقبة وفي عمليات التوسع الاستعماري في سواحل الشمال الإفريقي. وغير بعيد عن برج "القريقية"، ينتصب برج "القمرة"، كما هو معروف عند الزيلاشيين، بينما يعرفه السياح الأجانب، خاصة البرتغاليين، ببرج "دون سيباستيان"، نسبة إلى الملك البرتغالي المتطرف، الذي سقط في معركة "الملوك الثلاثة" التاريخية، بعد أن قضى آخر لياليه في هذا البرج الذي قام ببنائه بنفسه.