ابتداء من يوم غد الخميس، سيكون سكان مدينة طنجة في غاية الفخر، حيث سيبدأون في التنقل في المدينة على متن سيارات الليموزين الفاخرة، عوض سيارات الأجرة من الحجم الصغير، وبالتالي فإن يوم غد سيكون يوما مشهودا. ركوب سيارة الأجرة من الصنف الثاني في طنجة سيصبح أحد علامات الترف لدى السكان، كما أنه سيصبح ممكنا التفريق بين أغنياء طنجة الذين يركبون الليموزين وبين فقرائها الذين يركبون سياراتهم الخاصة أو الطوبيسات. لن يستطع ركوب سيارات الأجرة من الصنف الثاني ابتداء من يوم غد إلا أصحاب “الباسطا”، خاصة أن تسعيرة النهار تبدأ من 7 دراهم وتسعيرة الليل تبدأ من 10 دراهم ونصف سنتيم، وهي أسعار تساوي ضعف أسعار الطوبيس وحوالي لتر من البنزين والغازوال لأصحاب السيارات الخاصة، فمن يقدر على هذا سوى الأغنياء؟! حسنا، حتى لا نطيل السخرية على الواقع أكثر مما هو ساخر، فإن طنجة لن تشهد تعويض الطاكسي الصغير الأخضر بسيارات الليموزين الفاخرة، لكنها بدل ذلك، ستشهد ارتفاع سعر الطاكسي الصغير إلى ما يقرب من سعر الرحلة على متن السيارات الفاخرة. ويحق لمن يركب هذه الطاكسيات ابتداء من يوم غد أن يشعر، أو يتخيل نفسه وكأنه جالس داخل سيارة الليموزين، ويحق له أيضا أن يمد يده من النافذة ويحيي الناس الواقفين على الأرصفة.