دخلت مدينة طنجة التاريخ بعد أن عاشت مع مسيرة حاشدة حطمت جميع الأرقام القياسية ، حيث تظاهرا الآلاف من سكان طنجة ،مسجلين رقما غير مسبوق في تاريخ المسيرات الاحتجاجية التي عرفها المغرب. وتخطت هذه المسيرة التي انطلقت من ساحة التغيير في بني مكادة، أيضا حاجز الزمن المعتاد، حيث استمرت إلى حدود الحادية عشر ليلا، نظرا لطول الخط الذي قطعته نحو ساحة الأمم، بعدما تغير مسار التظاهرة بشكل مفاجئ بسبب تردد أنباء عن وجود عناصر وصفت ب "البلطجية" تنتظر وصول المسيرة إلى الساحة المقابلة لمسجد السعودي في كاسبراطا، مما دفع بالمنظمين إلى عدم التوقف في المكان المعتاد لتوقف المسيرات.
هذا وكانت مسيرة 26 يونيو، الأقوى من حيث الشعارات، خاصة الجانب المتعلق منها بالاستفتاء الدستوري المرتقب في الفاتح من الشهر المقبل. وشدد المتظاهرون على ضرورة مقاطعة هذا الاستفتاء الذي وصوفوه ب "اللعبة المخزنية". كما أكد المحتجون على مواصلة نضالاتهم حتى إقرار دستور ديمقراطي منبثق عن لجنة منتخبة شعبيا.
ولم تسجل خلال هذه المسيرة أي انفلاتات أمنية، رغم أن الأجواء في عمومها كان يغلب عليها طابع الاحتقان والحذر. خصوصا وأنها أعقبت مسيرة أخرى مؤيدة للدستور نظمتها الجماعة الحضرية برئاسة العمدة فؤاد العماري، وبدعم من السلطات المحلية.