عجيب أمرك ياهذا عظيم في السبق عظيم في الريادة عظيم في الجِدّ والشِّدة عظيم في الهزل والسعة حين يهل عليك ربيع الأول ؛ تكون في صف الاحتشاد الأول بعشرات مواكب الشموع فرحا بالذكرى النبوية في ليلتها غير آبِهٍ بالنسخة المزورة "لتلبيس إبليس "يروجها تنطعاً "أبناء الجوزي" . حين اختبرَت "أمانديس" صبرك ويقظتك ؛ همستَ في أذنها بأمواجك البشرية أن لستُ أنا من ينصحكِ بمثل هذا اللعب. وأبرقت شوارعك إلى الحاكم أن يوقظ ظله باكراً -قبل المعتاد- كي يركب براق الفزع إلى مطالبك. حين استضفت في الرياضة فريقاً كرويا عاديا اسمه الفتح الرباطي ادهشتَ معلقي الرياضة العالمية بعشرات ألوفك المتفاعلة بروح رياضيةٍ عالية لا مكان فيها للعبث الذي صرعْته بالنقاط حين مزجت في شعاراتك مراتٍ عديدة مطالب المرح بمطالب الجِدّ، وصرعته بالضربة القاضية حين زار ملعبك نجم الكرة العالمية ميسي الذي تكون إطلالته مليارية المشاهدة فلم تعْبأ أن تملأ من الملعب وهو به إلا أقل من ثلث مقاعده تضامنا مع جارك التطواني، فهل يحق بعدها لأحد ان يتحدث عن شبابك أنه متهور أو أنه إمعة ؟ عبّرت ذاتَ حِراكٍ شعبيٍ قبل أربعٍ أخيرةٍ من السنين الخالية أنك لا تتخلف عن غيرك في الوعي بقضايا الحرية والكرامة والتوزيع العادل لإنتاج الثروة وتوزيعها، لا بل كنت رائداً وملهما لغيرك في الحشدالواسع الملتزم بما تأصل فيك من الجمع بين قوة التعبير عن الحق وسلمية الوسيلة إليه. لو تضمن لي باقي "شعوب "هذا المغرب الكبير - الذي كان في حدودأطرافه أقصى ، وفي حقوق أبنائه أقسى- أن تنحو نحو "شعب"طنجة وتحدو حدوه ؛ لرأينا مغرباً مختلفاً لا يضيع فيه حق ، ولا ينمو فيه حقد، ولا ينفرط له عقد.