أكد ثلة من الأكاديميين والباحثين، اليوم الجمعة بالحسيمة، أن التعاونيات الفلاحية النسوية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، مدعوة إلى مواكبة البحث العلمي والتطور التكنولوجي لضمان تسويق منتجاتها بشكل أفضل. وأبرز هؤلاء الباحثون، خلال الملتقى الجهوي للتعاونيات الفلاحية النسوية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، الذي تنظمه الغرفة الفلاحية للجهة تحت شعار “التعاونيات النسوية في أفق بلورة النموذج التنموي الجديد”، أن استعانة التعاونيات بالبحث العلمي والتكنولوجيات الحديثة سيساهم من دون شك في التعريف بمنتجاتها أكثر وتعزيز تسويقها داخل وخارج المملكة. وفي هذا السياق، أوضح عبد الوهاب إيد الحاج، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم بتطوان، أن البحث العلمي يفتح الكثير من الآفاق الواعدة للتعاونيات النسوية ويمكنها من الاستفادة من خبرات وتجارب الطلبة والباحثين وتطوير آليات اشتغالها. وأشار إلى أن إمكانية تسويق المنتجات باتت متاحة عبر العديد من المنصات الإلكترونية، داعيا في السياق ذاته التعاونيات الى التحلي بالعزيمة والطموح والاستعانة بالوسائط المتاحة والتكنولوجيات الحديثة للارتقاء بمنتجاتها والتعريف بها أكثر. من جهتها، سجلت زبيدة أشهبون، أستاذة باحثة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، في مداخلة بعنوان “النوع، المجال والتنمية .. دراسة سوسيو مجالية للمرأة في علاقتها بالتنمية”، أن للتعاونيات النسوية دور هام في تحريك الدورة الاقتصادية وخلق فرص الشغل. واستعرضت في السياق ذاته مجموعة من العوامل التي ساهمت في بروز التعاونيات النسائية، من بينها على الخصوص “التغييرات الثقافية التي اقتحمت البنية الأسرية بالحواضر والقرى، ووجود الأزمة الاقتصادية ورغبة عدد من النساء في مساعدة أزواجهن، إضافة إلى التحفيزات العديدة والمتنوعة التي قدمتها الدولة للتعاونيات”. أما الأستاذ الباحث في علم النفس الاجتماعي مصطفى الشكدالي، فأكد على ضرورة انفتاح التعاونيات النسائية على البحث العلمي الذي يتيح “بناء روابط اجتماعية لتجنب الصراعات والخلافات داخل التعاونيات، ومعرفة طبيعتها باعتبارها تجمعات إنسانية علائقية” . وقال الاستاذ شكدالي إن من شأن البحث العلمي أن “يطلعنا على طبيعة الصراعات داخل التعاونيات وما إذا كانت تشكل عائقا في وجه تطورها، وكيفية بناء العلاقات داخل التعاونيات وتجنب هيمنة طرف على آخر، وسبل التحكم في الضغوطات والتحلي بالليونة”. ودعا التعاونيات النسائية إلى الحرص مستقبلا على إعداد مخططات عمل خاصة بها لتحديد الأهداف التي تطمح إلى تحقيقها، والآليات الكفيلة بتطوير المكاسب والأرباح، إضافة إلى استشراف التوقعات والمخاطر”. ويروم هذا الملتقى، الذي يقام بشراكة مع مختلف الفاعلين في القطاع، التعريف بالقطاع التعاوني الفلاحي النسوي بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، وبالإنجازات التي تم تحقيقها، بالإضافة إلى تثمين دور التعاونيات النسوية في تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص الشغل. كما يتوخى المساهمة في بلورة الرؤية الجديدة للنموذج التنموي لجعل التعاونية النسوية مقاولة حاملة لمشاريع اقتصادية واجتماعية وقادرة على مواجهة المنافسة وتحديات السوق الوطنية والدولية وتمكينها من القيام بأدوارها في مجال خلق الثروات وتوفير فرص الشغل. وتنظم ضمن فعاليات الملتقى ورشات تبحث مواضيع “تقييم مشاركة التعاونيات النسوية في المعارض الجهوية والوطنية”، و”دعم التعاونيات النسوية بمقاربة البحث العلمي السوسيولوجي”، و”التعاونيات النسوية والتنمية المحلية”.