دعا مشاركون في الملتقى الجهوي للتعاونيات الفلاحية النسوية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، الذي انطلقت فعالياته أمس الجمعة بالحسيمة، إلى النهوض بالتعاونيات الفلاحية النسوية بالجهة ومواكبتها. وأكد المتدخلون في أشغال الملتقى، الذي تنظمه الغرفة الفلاحية لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، تحت شعار "التعاونيات النسوية في أفق بلورة النموذج التنموي الجديد"، على ضرورة تضافر جميع المتدخلين في القطاع للرفع من قدرات هذه التعاونيات ومساعدتها على تحسين منتوجها وتسويقه بالشكل المطلوب. واعتبر رئيس الغرفة الفلاحية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، السيد عبد اللطيف اليونسي، بالمناسبة، أن التعاونيات الفلاحية النسوية تضطلع بدور هام في محاربة الفقر بالوسط القروي وتحسين المؤشرات التنموية، على اعتبار أنها تساهم في خلق العديد من مناصب الشغل. وأضاف أن الغرفة الفلاحية تولي اهتماما كبيرا للتعاونيات الفلاحية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، لاسيما النسائية منها، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة الاهتمام أكثر بأوضاع الفلاحين والفلاحات بالجهة وتشجيعهم على المزيد من العطاء. من جهته، أشاد إدريس لطيف ممثل مكتب تنمية التعاون بالحسيمة في عرض بعنوان "التعاونيات النسوية بإقليمالحسيمة..الواقع والآفاق"، بالإقبال الكبير للنساء القرويات بالإقليم على إنشاء التعاونيات لخلق أنشطة مدرة للدخل، معتبرا أن النساء القرويات تمكن من فرض نفسهن بقوة في المجال الفلاحي. وأضاف أن إقليمالحسيمة يضم ما يناهز 32 تعاونية فلاحية نسوية ، إلى جانب العديد من التعاونيات المختلطة التي تضم الرجال والنساء، مشيرا إلى أن هذه التعاونيات تتوزع على مختلف الدوائر التابعة للإقليم وتنخرط فيها نساء من جميع الفئات العمرية والدراسية، مما يضفي عليها تنوعا خاصا. وشدد في السياق ذاته على ضرورة تضافر جهود الجميع لتجاوز بعض الإكراهات التي تعاني منها التعاونيات، لاسيما ضعف التسيير وغياب الاستمرارية ونقص التأطير، وضعف تسويق المنتجات. من جهتها، دعت المستشارة البرلمانية فاطمة الحبوسي إلى الإكثار من التكوينات المخصصة للتعاونيات النسوية لمساعدتهن على التغلب على إكراهات وصعوبات التسويق، وإطلاعهن على آليات التسيير والقوانين الجديدة المؤطرة لعمل التعاونيات. ودعت، في السياق ذاته، إلى تضافر جهود جميع المتدخلين لتوفير أماكن وفضاءات لتسويق منتجات التعاونيات، وتعزيز مشاركتها في المعارض الوطنية، وتمكينها من الحصول على رخص السلامة الصحية. بدوره، ركز سعيد الطريبي، المدير الجهوي للاستشارة الفلاحية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، على مسألة التنسيق والالتقائية والتعاون بين جميع المؤسسات سواء التابعة للدولة أو المنتخبة أو القطاع الخاص أو التعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي، لتحسين معيار جودة المنتجات ومواكبة العمل الذي تقوم به التعاونيات. كما تم، بالمناسبة، استعراض الجهود التي يقوم بها مكتب الاستشارة الفلاحية لمواكبة دينامية القطاع التعاوني النسوي بالجهة، والمتمثلة على الخصوص في برامج الإرشاد الفلاحي وتقوية قدرات النساء خاصة للمرأة القروية، والأنشطة المدرة للدخل، وبرامج تقوية قدرات المنظمات المهنية النسوية، وإدماج مقاربة النوع في جميع العمليات المبرمجة. أما عثمان لمعيز، مدير الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات بالحسيمة، فركز في مداخلته على الدور الهام الذي تضطلع به التعاونيات في تحسين الدخل الفردي وخلق فرص الشغل، مشيرا إلى أن الوكالة تعمل على مواكبة التعاونيات في إقامة مشاريعها. وأضاف السيد لمعيز أن الوكالة تحرص على تقديم العديد من الأفكار والمقترحات للتعاونيات في ما يتعلق بالتسيير وتسويق المنتوج والتعاطي مع المشروع ، وواكبت في السنوات الأخيرة مجموعة من حاملي وحاملات المشاريع ومستعدة لمواكبة التعاونيات من الناحية المالية والتسويقية. ويروم هذا الملتقى، الذي يقام بشراكة مع مختلف الفاعلين في القطاع، التعريف بالقطاع التعاوني الفلاحي النسوي بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، وبالإنجازات التي تم تحقيقها، بالإضافة إلى تثمين دور التعاونيات النسوية في تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص الشغل. كما يتوخى المساهمة في بلورة الرؤية الجديدة للنموذج التنموي لجعل التعاونية النسوية مقاولة حاملة لمشاريع اقتصادية واجتماعية وقادرة على مواجهة المنافسة وتحديات السوق الوطنية والدولية وتمكينها من القيام بأدوارها في مجال خلق الثروات وتوفير فرص الشغل. وتنظم ضمن فعاليات الملتقى ورشات تبحث مواضيع "تقييم مشاركة التعاونيات النسوية في المعارض الجهوية والوطنية"، و"دعم التعاونيات النسوية بمقاربة البحث العلمي السوسيولوجي"، و"التعاونيات النسوية والتنمية المحلية".