– متابعة: ما زال اهتمام الإعلام الغربي، بمدينة طنجة وما يجاورها من مدن في شمال المملكة، على أشده من زاوية اعتبار هذه المنطقة، أكثر المناطق المغربية، تصديرا للجهاديين الشباب إلى بؤر التوتر في العراقوسوريا، من أجل القتال في صفوف الجماعات الإرهابية، على رأسها ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية"، المشار إليه إعلاميا باختصار "داعش". وهكذا اختارت أسبوعية "جون أفريك" الفرنسية، عددا من أحياء مدن طنجةومرتيلوالفنيدق، مسرحا لروبورتاج، يستند إلى معطى يتعلق بوجود ما بين 600 و 700 مقاتل مغربي في سوريا، ينحدرون من هذه المناطق، التي تعتبر بعض أحيائها "بؤرا حقيقية لتفريخ الجهاديين"، حسب التعبير الذي استعمله محرر المقال المنشور هذا الأسبوع. المادة الصحفية المنشورة تحت عنوان "على خطى الجهاديين المغاربة في شمال المغرب"، استعرضت شهادات لزوجات وأمهات من قالت إنهم جهاديون، شدوا رحالهم نحو معسكرات التنظيمات الإرهابية في سورياوالعراق، بهدف القتال تحت لوائها. ومن ضمن هذه الشهادات، تلك التي أدلت بها زوجة أحد الجهاديين، ويدعى "محمد إيعلوشن"، الذي سافر إلى سوريا تاركا منزله وتجارته في سوق "بني مكادة" الواقع في حي فقير يشبه أحياء البرازيل الفقيرة، على حد ما جاء في نفس المصدر. ومن طنجة، تنقل طاقم صحيفة "جون أفريك"ّ، إلى مدينة مرتيل، التي وصفها المقال المنشور بالمنتجع الصيفي عند المغاربة، وأيضا مهد عشرة جهاديين انضموا إلى "داعش" خلال الثلاث سنوات الماضية، وهناك تم إجراء لقاء مع والدة المسمى "رضا الهواري" ذو الأربع وعشرين ربيعا، الذي ترك مسكن أسرته وسط بحر من الهم والحزن، خاصة بعد أن لقي مصرعه في أرض مجهولة، كما قالت الأم المكلومة للطاقم الصحفي ل"جون أفريك". وغير بعيد عن مدينة مرتيل، كانت الفنيدق المجاورة، هي المحطة الموالية لطاقم "جون أفريك"، حيث تكمن هناك الحقيقة المحزنة في هذه المدينة التي يطلق عليها "مدينة داعش"، بالنظر إلى الأعداد الكبيرة من الشباب الذين التحقوا ببؤر التوتر في الشرق الأوسط، كان أولهم المدعو "عبد العزيز المهدلي"، كأول مغربي ينضم إلى صفوف "دولة البغدادي". وكان تقرير أمني مغربي، قد كشف في دجنبر من السنة الماضية، أن مدينة سبتةالمحتلة تعتبر المصدر الاول للمقاتلين إلى الجماعات الإرهابية بنسبة 23 في المائة، من مجموع المقاتلين المنحدرين من شمال المغرب، فيما صدرت مدينة طنجة نسبة من المقاتلين في صفوف الجماعات الإرهابية، بلغت 16.6 في المائة من المجموع المذكور، فيما صدرت مدينة تطوان نسبة 13.4 في المائة. وتتحدث بلاغات رسمية لوزارة الداخلية المغربية، بشكل دوري، عن قيام أجهزة الأمن، بتفكيك خلايا مرتبطة فكريا أو تنظيميا بالجماعات المتطرفة في بؤر التوتر، خاصة في العراقوسوريا.