ذكرت وزارة الداخلية الإسبانية أن الحرس المدني اعتقل، صباح أمس، في بلدة بادالونا بإقليم برشلونة أربعة مغاربة من أسرة واحدة بتهمة إرسال مقاتلين إلى سوريا. وأوضح بلاغ رسمي أن المعتقلين هم الأب والأم وابنان قاصران في السادسة عشر من عمرهما، توأم، كانا يستعدان في نفس اليوم للتوجه إلى المغرب ومنه إلى سوريا للقتال في صفوف حركة شام الإسلام التي تضم أكبر عدد من المقاتلين المغاربة في سوريا. وحسب البلاغ، فإن شقيقا للمتهمين سبق له أن توجه إلى سوريا، والتحق بحركة شام الإسلام وقتل هناك في السنة الماضية. وأكدت الداخلية الإسبانية أن العائلة كانت تحت المراقبة منذ مدة، حيث سبق للتوأم أن غادرا فصول الدراسة والتحقا بمدرسة قرآنية في تطوان، وأصبحا متشددين وكانا على اتصال مع الحركات المتطرفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأن والديهما كانا على علم بمخططهما، خصوصا الأم التي وصفها بلاغ الداخلية بالأكثر تشددا. واعتقلت إسبانيا في الأشهر الأخيرة عشرات المغاربة الذين كانوا يسعون للالتحاق ببؤر التوتر في سورياوالعراق، وأغلب هذه العمليات تمت بتنسيق مع السلطات المغربية. وتؤكد إسبانيا رسميا أن التعاون الوثيق مع المغرب مكن من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي تنشط في البلدين، وأحبطت العديد من عمليات الاستقطاب وإرسال مقاتلين إلى سورياوالعراق. وهذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها السلطات الإسبانية اعتقال قاصرين مغاربة كانا ينويان الالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية بعد العملية التي تمت في غشت الماضي بمدينة مليلية المحتلة حين جرى اعتقال شابتين مغربيتين، إحداهما قاصر، 14 سنة، كانتا تستعدان لعبور الحدود الوهمية ببني انصار إلى داخل المغرب للالتحاق بإحدى الخلايا الجهادية ثم التوجه إلى سوريا أو العراق للقتال في صفوف حركة داعش. وتفيد معطيات رسمية أن ما يناهز 5 آلاف شخص من دول الاتحاد الأوروبي توجهوا للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية بسورياوالعراق في سنة 2014، وأن 80 في المائة منهم انضموا إلى تنظيم « الدولة الإسلامية». وتضيف نفس المعطيات أنه بين أهداف هؤلاء ،العودة إلى بلدانهم والقيام بأعمال إرهابية ضد الدول الغربية.