بعد يومين من التهديد الذي ساقه تجار سوق كسبراطا، بخوض إضراب عن العمل احتجاجا على فوضى الباعة الجائلين، باشرت السلطات المحلية لطنجة، اليوم الخميس، عملية تحرير محيط السوق من مفترشي الشارع العمومي، في تحرك من المرتقب أن يستمر لبضعة أيام. وقامت أجهزة السلطة المحلية التابعة للدائرة الحضرية السواني، صباح اليوم، بتدخل استباقي لمنع مجموعة من الباعة الجائلين، من افتراش الطريق العمومية على مستوى شارع أبي القاسم السبتي، الذي ظل خلال الفترة الماضية، عبارة عن فضاء ضم براريك عشوائية على شاكلة محلات. وقال مصدر مطلع، إن هذا التحرك الذي قامت به السلطات العمومية، هذا اليوم، يأتي في إطار عملية ستشمل باقي مراحلها خلال الأيام القادمة، تحرير الشارع والأرصفة المحيطة بالسوق من كافة مظاهر الاحتلال غير المشروع للملك العمومي. وبحسب نفس المصدر، فمن المنتظر أن يشمل هذا الإجراء مداخيل السوق التي تحولت هي الأخرى إلى فضاءات للفوضى، جراء احتلالها من طرف بعض الباعة المفترشين. ويأتي هذا التدخل من طرف السلطات المحلية، غداة لقاء جمع بين ممثلي تجار سوق كسبراطا ومسؤولي الدائرة الحضرية السواني، على إثر إعلان المهنيين عن توجههم لخوض إضراب عن العنمل مطلع الأسبوع المقبل بسبب مشكل الباعة الجائلين. ويقول مهنيون، إن استمرار هؤلاء الباعة الجائلين، ممارسة نشاطهم غير المهيكل، يثير مشاكل بالجملة، سواء لفئة أرباب التجارة المهيكلة، الذين يشتكون من خسائر كبيرة في تجارتهم بسبب هؤلاء الباعة، أو لباقي المواطنين الذين يضطرون إلى تحمل مضايقات و"تغول" عناصر من هؤلاء الباعة الذين أصبحوا يفرضون قانونهم الخاص في السوق. ويشتكو التجار، حسب رسالة سابقة لرئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، من أزمة خانقة بالنظر لانعدام ظروف التجارة، ما جعل السوق من الداخل يعيش الكساد في الوقت الذي يتحكم في الخارج البعض والذين اصبحوا يكترون الملك العام وكأنه ملكهم ويهددون الجميع وهم معروفون بالمنطقة.