طرح الإقبال الكبير من طرف المصطافين والسياح على منطقة شمال المغرب، خلال الصيف الحالي، دور الحكومة في تثمين هذه المنطقة بما تعرفه من مؤهلات سياحية تضاهي مثيلاتها في الجنوب الإسباني. وعاشت العديد من المحاور الطرقية بالشريط الساحلي في منطقة شمالي المغرب، حالة اكتظاظ غير مسبوق، نتيجة توافد المصطافين والسياح من مختلف مناطق المملكة، الأمر حول تنقلاتهم صوب المنتجعات الشاطئية إلى معاناة كبيرة، لا سيما بعدما اضطر المئات منهم إلى المبيت في العراء. ويرى عدد من المراقبين، أن هذا الوضع الاستثنائي، هو نتيجة حتمية للتهميش الذي تعانيه المنطقة بالرغم من جاذبيتها السياحية التي تشجع كثيرا على ارتيادها، ما يطرح حظ منطقة الشمال من برامج الحكومات المتعاقبة. الأستاذ الجامعي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، نور الدين أشحشاح، اعتبر أن “الذي يحصل سنويا في شمال المغرب هو أن الحكومة لا تريد أن تعترف أن هذه المنطقة من المغرب وهذا الشريط الساحلي له مؤهلات اقتصادية وجغرافية لا تقل أهمية عن الشريط الساحلي الاسباني.”. وفي هذا الإطار سجل الدكتور أشحشاح، أن برنامج الطرق السيارة المعلن عنه من طرف الحكومة الذي سينجز إلى غاية 2035 لا يتضمن طريقا سيارا متوسطيا، وبرامج الطرق السيارة المعلن عنها حتى التي تصل الناظور وتطوان تمر جميعها عبر وسط البلاد. ويرى الأستاذ الجامعي، “أن التنمية الحقيقية تقتضي استثمار ما تتوفر عنه المنطقة المتوسطية من مؤهلات سياحية وواجهة إستراتيجية على حوض متوسطي غني، يمكن أن يجلب لوحده استثمارات خيالية”. وبحسب الباحث الأكاديمي، فإن هذا الأمر “لا يمكن أن يتم دون بنية طرقية قوية، وخصوصا بطريق سيار متوسطي يربط فعلا السعيدية بطنجة عبر مدن الشمال ومناطقه السياحية المبهرة.”.