دعا اكاديمي مغربي متخصص في علم الاجتماع، يومه الخميس، الفاعلين السياسيين الى ملاءمة المنظومة القانونية مع واقع الثورة الجنسية التي يعيشها المغرب، فيما اعتبرت متدخلة لبنانية ضمن ندوة نظمت بطنجة، أن على الشباب ان يقتنعوا بممارساتهم الجنسية واعلانها في المجتمع. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “الانفجار الجنسي والجندري”، في اطار فعاليات مهرجان “ثويزا” التي انطلقت دورتها الخامسة عشر، المنظمة من طرف مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية.
وقال عبد الصمد الديالمي، وهو أكاديمي متخصص في علم الاجتماع، ان الثورة الجنسية، واقع قائم بين الشباب المغربي، داعيا الهيئات السياسية الى العمل على اخراج قوانين تضمن الحرية الجنسية بدل الاستمرار في ” إنكار لهذا الواقع، من طرف الممارس واليساسي"، على حد تعبيره. وحاول الديالمي، خلال مداخلته، التعبير عن فكرة مفادها التقليل من شأن “التحريم الديني” للعلاقات الجنسية خارج اطار الزواج، وقال “الاسلام حرم ممارسة الجنس قبل الزواج على الفتاة دون الفتى”. ومرد هذا الامساك الجنسي في حق الفتاة، في نظر الباحث في العلوم الاجتماعية، هو الحيلولة دون وقوع حمل من شأنه ان يفضي لاختلاط الأنساب والأموال، معتبرا ان العصر الحالي يحمل حلولا ووسائل تسمح لكل من الفتى والفتاة على حد سواء ممارسة حياتهما الجنسية بكل أمان “ما يجعل دواعي تقييد الحرية الجنسية في وقتنا الحاضر منتفية”. ولفت المتحدث، الى انه حتى في حالة وقوع حمل خارج اطار الزواج، فإن من حق الفتاة الاحتفاظ بجنينها، معتبرا “أننا في حاجة الى نموذج مجتمعي تكون الدولة هي الضامنة لحقوق جميع الأفراد، بما فيهم الأشخاص المولودين خارج إطار الزواج”. ولم تذهب الاعلامية والكاتبة اللبنانية، جمانة حداد، بعيدا عن ما سبق، اذ اعتبرت أن الوطن العربي “في حاجة إلى ثورة جنسية، وماذا تعني المساواة في الحقوق باعتبارها قضية إنسانية بالدرجة الأولى". وأشارت إلى أن الانفجار الجنسي لا يعني بالضرورة العلاقات القائمة في الخفاء، "بل يجب على الممارس أن يتبنى ممارساته ويعلنها" معتبرة أن "النقاش حول غشاء البكارة هو أسخف شيء في التاريخ". وتوجهت المتحدثة بسؤالها إلى الحاضرات: "من منكن لها الجرأة أن تعلن أنها تريد ممارسة الجنس قبل الزواج؟" وبينما أعلنت إحدى الحاضرات انها غير مقتنعة بذلك، ردت عليها جمانة "أنت لست مقتنعة من منطلق ديني..لأنك لست حرة، فالدين يملك جسدك".